باد ج-8/77


الثلاثاء، 15 مارس 2016

علم الوراثة

علم الوراثة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
علم الوراثة أو الوِرَاثِيَّات Genetics) هو العلم الذي يدرس المورثات (الجينات) والوراثة وما ينتج عنه من تنوع الكائنات الحية. وكانت مبادئ توريث الصفات مستخدمة منذ تاريخ بعيد لتحسين المحصول الزراعي وتحسين النسل الحيواني عن طريق تزويج حيوانات من سلالة ذات صفات جيدة – كمثال عن ذلك الحصان العربي الأصيل حيث كان العرب يزاوجون الحصان والفرس الأقوياء ليحصلوا على نسل قوي واستمروا بذلك عبر السنين -. 

ولكن علم الوراثة الحديث الذي حاول فهم آلية توريث الصفات ابتدأ بالعالم غريفور مندل Gregor Mendel في منتصف القرن التاسع عشر، حيث قام مندل بمراقبة الصفات الموروثة للكائنات الحية وكيفية انتقالها من الآباء إلى الأبناء، ولكنه لم يكتشف آلية هذا الانتقال التي تتم عن طريق وحدات مميزة في توريث الصفات وهي المورثات (الجينات) Genes، وهي تمثل مناطق معينة من شريط الـDNA، هذا الشريط هو عبارة عن تتالي وحدات جزيئية تدعي النيكليوتيدات Nucleotides، ترتيب وتسلسل هذه النيكليوتيدات يمثل المعلومات الوراثية لصفات الكائن الحي. 

لاحظ مندل أن الكائنات الحية ترث الصفات بطريقة مميزة (قابلة للعد) "وحدات الوراثة ". هذا المصطلح والذي لا يزال مستخدما حتى وقتنا الحاضر يُعد تعريفا مبهما نوعا ما للجينات (المورثات). التعريف العملي الأكثر حداثة للجينات هي أنها الجزء (أو التسلسل) من الحمض النووي الذي يرمز لوظيفة خلوية معينة معروفة. هذا الجزء من الحمض النووي هو متغير أي انه يمكن ان يكون صغيرا أو كبيراً، وقد يحتوي على القليل او الكثير من الأقسام الفرعية. كلمة (مورث) "جين" تشير إلى الاجزاء من الحامض النووي المطلوبة من أجل عملية خلوية واحدة أو وظيفة واحدة، أكثر من كونها تشير إلى عنصر مادي واحد. المصطلح الذي يستخدم غالبا (ولكن ليس دائما صحيحا) هو "جين واحد، بروتين واحد" ويعني أن كل جين معين يرمز إلى نوع معين من البروتين في الخلية. تشبيه اخر هو أن الجينات هي مثل "الجمل" والنيوكليوتيدات مثل "الأحرف". يمكن وضع سلسلة من النيوكليوتيدات معا دون ان تشكل جينا (المنطقة الغير رمزية في الحمض النووي)، تماما كوضع مجموعة من الأحرف بشكل عشوائي دون أن تشكل جملة مفيدة ، ومع ذلك فجميع الجمل يجب ان تحتوي على حروف، كما يجب أن تحتوي جميع الجينات على نيوكليوتيدات. 

يتواجد الـDNA بشكل طبيعي على هيئة سلسلة مزدوجة، كل نيكلوتيد من السلسلة الأولى يقابله ويتممه نيكليوتيد من السلسلة الثانية. فكل سلسلة مفردة تقوم بعمل قالب للسلسلة الأخرى، وهذه هي آلية انتساخ الـDNA واتنقال المورثات. 

تترجم الخلية ترتيب النيكليوتيدات في المورثة إلى سلسلة من الأحماض الأمينية amino acids وهذه السلسلة تؤلف بروتين معين- ترتيب الأحماض الأمينية في البروتين تتوافق مع ترتيب النيكليوتيدات في المورثة، والعلاقة بين ترتيب النيكلوتيدات وترتيب الأحماض الأمينية تدعى الشيفرة الوراثية genetic code. 

الأحماض الأمينة التي تؤلف البروتين تحدد شكله الثلاثي الذي يحدد وظيفة البروتين ودوره، فتختلف بذلك البروتينات عن بعضها البعض لتلعب أدواراً مختلفة في الخلية، فالبروتينات تلعب تقريباً كافة الوظائف داخل الخلية. 

فتغير واحد في الـDNA لجينة(مورثة) معينة يؤدي إلى تغير في الأحماض الأمينية لأحد البروتينات مما يغير شكله فتتغير وظيفته ودوره وقد يكون هذا التغير ممرض أو مميت للخلية وللكائن الحي بشكل عام- مثال مرض فقر الدم المنجلي Sickle Cell Anemia ناتج عن تغير لنيكلوتيد واحد مما يغير أحد الأحماض الأمينية مما يغير البروتين فيتغير دوره فتتشكل كرات دم غير قادرة على نقل الأوكسجين بشكل طبيعي فيتنج عنه مرض فقر الدم المنجلي-. وعلى الرغم من أن الوراثة تلعب دوراً في شكل وتصرفات الكائن الحي، لكن ما يمر به الكائن الحي من تجارب في حياته يلعب دورا كبيراً في ذلك- مثال الجينات مسؤولة عن تحديد طول الشخص ولكن التغذية والظروف التي مر بها هذا الشخص في طفولته تؤثر وتلعب دوراً كبيراً أيضاً. 

بدأ علم الوراثة على يد العالم المشهور مندل بدراسة انتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء ونسب توزعها بين افراد الأجيال المختلفة. تعرف هذه الدراسات الآن بعلم الوراثة الكلاسيكي. لكن التقنيات الحديثة سمحت لعلماء الوراثة حاليا باستقصاء آلية عمل الجينات ومعرفة التسلسل الدقيق للحموض الأمينية ضمن دنا ورنا المادة الوراثية ليقوموا بعد ذلك بربط هذا التسلسل بالمورثات، وقد سمح هذا بإتمام واحد من أضخم مشاريع القرن العشرين : وهو مشروع الجينوم البشري. 

المعلومات الوراثية بشكل عام تكون محمولة ضمن الصبغيات الموجودة في نواة الخلايا وتحوي ضمنها الدنا الحامل الأساسي للمورثات. 
تقوم الجينات بتشفير المعلومات الضرورية لاصطناع سلاسل الأحماض الأمينية التي ستدخل في تركيب البروتينات المختلفة، هذه البروتينات ستلعب بدورها دورا كبيرا في تحديد النمط الظاهريالنهائي للمتعضية. عادة في الأحياء ثنائية الصيغة أحد النسخ الجينية (الحليل) المسيطرة سوف تطغى بصفاتها على صفات الجينة المتقهقرة (الضعيفة). 

انتشر في الوراثيات الكلاسيكية مبدأ يقول (لكل مورثة واحدة، بروتين واحد) بمعنى ان كل مورثة تحمل معلومات لبناء بروتين وأحد فقط، لكن هذه العبارة يشكك بها كثيرا هذه الأيام وتعتبر إحدى الأخطاء التبسيطية التي وقع بها علم الوراثة الكلاسيكي. 

من المؤكد الآن أنه يمكن لنفس المورثة أن تنتج عدة بروتينات ويتحكم بهذا الأمر طريقة ترجمة (تحويل) الشفرة الوراثية وتنظيم هذه العملية المعقدة. 

تقوم المورثات بتحديد مظهر الكاثنات الحية الخارجي إلى حد كبير، وهناك احتمال يطرحه البعض فكلتحكمها بالسلوك البشري لكن هذه القضية ما زالت قيد نقاش عميق وتختلف وجهة النظر حسب التوجهات العلمية للباحثين. 
الأطباء المتدربين أيضا على علم الوراثة يقومون بتشخيص الأمراض الوراثية عند المرضى بكفاءة. يتم تدريس ذلك للأطباء في مناهج إقامة أو اختصاص. 

تاريخ علم الوراثة 
على الرغم من أن علم الوراثة بدأ مع الأعمال التطبيقية والنظرية جريجور مندل في منتصف القرن 19 إلا أن نظريات أخرى للوراثة سبقت مندل. وكانت النظرة الشعبية خلال وقت مندل مفهوم الوراثة المتمازجة: وهي فكرة أن الأفراد يرثون مزيجاً سلساً من الصفات عن والديهم. أعمال مندل أعطت أمثلة لصفات لا تتمازج بشكل مؤكد بعد التهجين، وتبين أن تلك الصفات يتم إنتاجها من قبل مجموعات من جينات مميزة بدلا من مزيج مستمر. وتفسر الآن الصفات المتمازجة في ذرية ما بعمل جينات متعددة بأسلوب كُمِّي. وهناك نظرية أخرى لديها بعض الدعم في ذلك الزمان وهي الوراثة للخصائص المكتسبة: الاعتقاد بأن الأفراد يرثون صفات تعزز من قبل آبائهم. ومن المعروف الآن أن هذه النظرية (المرتبطة عادة مع جان باتيست لامارك) قد أثبتت خطئها، وأن ممارسات الأفراد لا تؤثر على الجينات التي تنتقل إلى أطفالهم. 

بالرغم من أن هناك أدلة في مجال علم التخلق تؤجج بعض جوانب نظرية َلمارك .كانت من بين النظريات الأخرى نظرية شمولية التخلق لــ تشارلز داروين ( التي شملت جوانب التوريث و الاكتساب) و شمولية التخلق لكل من الجسيمات و الموروثات التي كان قد أعاد صياغتها فرانسيس غالتون 
المندلية و علم الوراثة الكلاسيكية 

بدأ علم الوراثة الحديث مع غريغور يوهان مندل، و هو راهب أوغاستيني تشيكي-ألماني و عالم درس طبيعة الوراثة في النباتات. في دراسته بعنوان "تجارب حول تهجين النباتات" التي قدمها إلى جمعية أبحاث الطبيعة في برون في سنة 1865م؛تتبع مندل الأنماط الوراثية في صفات نبات البازلاء و وصفها رياضيًا و بالرغم من أنه لا يمكن ملاحظة هذه الأنماط الوراثية إلا لدى فصائل قليلة، إلا أن تجارب مندل اقترحت بأن الوراثة جزيئية، و هي غير مكتسبة، و أنه من الممكن تفسير السمات الوراثية في العديدمن الأنماط من خلال بعض الأسس البسيطة و النسب. لم يحظ عمل مندل بأهمية واسعة النطاق حتى تسعينات القرن التاسع عشر، و ذلك بعد وفاته عندما بحث علماء آخرون في مسائل مشابهة مما أدى إلى إعادة اكتشاف أبحاثه. ويليام باتسون، أحد مؤيدي أعمال مندل، كان من صاغ مصطلح علمالوراثة في سنة 1905م . ( و هي كلمة مُشتقة من أصل يوناني و تعني "البداية" و قد تم استخدامها أول مرة في علم الأحياء في سنة 1860م) روَّج باتسون مصطلح علم الوراثة في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الدولي الثالث في تهجين النباتات بلندن سنة ١٩٠٦م . بعد إعادة اكتشاف أعمال مندل، حاول العلماء تحديد الجزيئات المسؤولة في الخلية عن الوراثة. في سنة 1911م، ناقش توماس هَنت مورغن مسألة وجود الجينات على الكروموسومات، بناءً على ملاحظاته لطفرات العين البيضاء ذات العلاقة بالجنس فيذبابة الفواكه (sex linked white eye mutation in fruit flies). و في سنة1913م، استخدم تلميذه آلفرد سترتيفانت ظاهرة الترابط الجيني لإظهار أن الجينات مصفوفةبشكل خطي على الكروموسومات 












Morgan's observation of sex-linked inheritance of a mutation causing white eyes in Drosophila led him to the hypothesis that genes are located upon chromosomes. 
ملاحظة مورغان لوراثة المرتبطة بالجنس من طفرة تسبب بياض العينين
في ذبابة الفاكهة، مما أدى به إلى فرضية أن الجينات تقع على الكروموسومات. 

علم الوراثة الجزيئي 
تم تأسيس علم الوراثة الجينية الحقيقية والتي تؤدي إلى الوراثة الجزيئي بناء على علم الوراثة الكلاسيكي لكنه يرتكز أكثر على بنية و وظيفة المورثات على المستوى الجزيئي. مع أن تواجد الجينات على الكروموسومات كان أمراً معروفاً إلا أن الكروموسومات تتكون من البروتينات و الأحماض النووية DNA معاً ; لذا لم يعلم العلماء أياً منهما المسؤول عن الوراثة . و قد اكتشف فريدريك غريفيث في عام 1928 م ظاهرة التحويل ( انظر " تجربة غريفيث " ) : أي إمكانية نقل البكتيريا الميتة للمادة الوراثية حتى تتحول إلى بكتيريا أخرى لا تزال حية . و بعد ستة عشر عاماً - في 1944 م - حدد أوسوالد ثيودور أفري و كولن ماكلويد و ماكلن مكارتي الجزيئية المسؤولة عن التحويل بأنها الحمض النووي DNA. و كان قد تم التأكد من دور نواة الخلية كمستودع للمعلومات الوراثية في الكائنات الحية حقيقية النوى من قبل هامرلنغ في سنة 1943 م من خلال عمله على الطحلب وحيد الخلية " االحقّاء " ( جنس من الطحالب الخضراء ) . كما أكدت تجربة هيرشي – تشيز التي أُجريت في عام 1952 م أن DNA الحمض النووي - و ليس البروتين - هو المادة الوراثية للفيروسات التي تصيب البكتيريا ، مما قدم المزيد من الأدلة التي تُثبت أن الحمض النووي هو الجزيئية المسؤولة عن الوراثة 
حدد الدكتوران جيمس واطسون وفرانسيس كريك بنية الحمض النووي في عام 1953، باستخدام الأشعة السينية لعلم البلورات من عمل روزا ليندا فرانكلين وموريس ويلكنز والتي أشارت إلى أن الحمض النووي له بنية حلزونية (على شكل لولبي) وكان لنموذجهما الحلزوني المزدوج اثنان من خيوط الحمض النووي مع النيوكليوتيدات مشيرة إلى الداخل، كل من النيوكليواتيدات التكميلية له مطابق على خيط آخر لتشكيل ما يشبه الدرجات على سلم مفتول أظهرت هذه البنية المعلومات الوراثية الموجودة في تسلسل النيوكليويتدات في كل شريط من الحمض النووي. اقترحت البنية اأضا أسلوبا بسيطا بالنسبة للتضاعف الصبغي : إذا ما تم فصل الأشرطة يمكن إعادة بنائها من جديد وفق تسلسل الأشرطة القديمة . مع أن بُنية الDNA (الحمض النووي الريبوزي منقوص الأوكسجين) أظهرت كيفية عمل الوراثة، إلا أنه لم يكن معروفاً وقتها كيف يؤثر الDNA على سلوك الخلية. وفي السنين اللاحقة ، حاول العلماء أن يفهموا كيفية تحكم الDNA بعملية تصنيع البروتين. فتم اكتشاف أن الخلية تستعمل الDNA كقالب لتصنع منه مرسال الحمض الريبي النووي، وهو جزيئية ذو نوويد (نوكليوتيد) يشابه جداً الDNA. يُستعمل تسلسل النوكليوتيد لمرسال الحمض الريبي النووي لصُنع تسلسل من الأحماض الأمينية في البروتين؛ يعرف هذه التنقل بين تسلسل النوكليوتيد و تسلسل الحمض الأميني بالشفرة الجينية 
أدى الفهم الجزيئي الحديث للوراثة إلى بداية ثورة من الأبحاث وإحدى أهم هذه التطورات كان تسلسل إنهاء سلسلة الحمض النووي في عام 1977 من قبل فردريك سانغر. حيث تسمح هذه التكنولوجيا للعلماء بأن يقرأوا تسلسل النوويد (النوكليوتيد) في جزيئية الدي ان اي (الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين) وفي عام 1983 طور كاري بانكس موليس تفاعل البوليميريز المتسلسل، مما أعطى طريقة جديدة لعزل وتضخيم جزء معين من الدي ان اي من أي خليط وذلك من خلال الجهود المُجتمعة لمشروع الجينوم البشري، ممثلة في وزارة الطاقة، ومعاهد الصحة الوطنية الأمريكية والجهود الخاصة الموازية من قبل سيليرا جينومكس بالإضافة إلى غيرها من وسائل في تسلسل الجينوم البشري في 2003 

يضم علم الأحياء الخلوي والجزيئي العديد من فروع علم الأحياء التي ترتبط بدراسة العمليات الحيوية على مستوى الخلية وعلى المستوى الجزيئي ضمن الخلية وخارجها. يضم التقانة الحيوية، علم الوراثة، علم الأحياء التنموي وأخيرا علم الأحياء الدقيقة. علم الأحياء الخلوي يدرس الخلايا الحية من حيث فيزيولوجيتها وبنيتها وبنية عضياتها إضافة لدورة حياتها، الانقسام الخلوي وأيضا موت الخلية. أما علم الأحياء الجزيئي فيدرس العمليات الحيوية على المستوى الجزيئي مما يجعله متداخلا مع الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة. 


علم وراثة السكان 
علم وراثة السكان يدرس القوى التي تؤثر على التنوع الجيني للسكان ونشوء الأنواع (تحور، تدفق، انتخاب) بتطوير نماذج رياضية وإحصاءاتية. كما وعلم وراثة السكان فهو دراسة توزيع تواتر الصبغيات والتغيير تحت تأثير عمليات اربع عمليات تطورية رئيسية هي : الانتقاء الطبيعي، الانحراف الجيني، الطفرة، وتدفق الجينات. كما فإنه يأخذ في عين الاعتبار أيضا عوامل التقسيم كإعادة التركيب السكاني والهيكل السكاني. 

الجينوم 
هو كامل المعلومات الوراثية المشفرة ضمن الدنا (و أحيانا ضمن الرنا كما في حال الفيروسات). 
خاصيات الوراثة 
الوراثة المنفصلة و قوانين مندل 
يصور مربع بونيت خليط بين اثنين من نبات البازلاء
متخالف للأزهار الأرجوانية (B) وللبيضاء (b) 
في أبسط مستوياتها الأساسية، تحدث الوراثة في الكائنات الحية عن طريق سمات منفصلة تسمى الجينات. كان غريغور مندل هو أول من لاحظ هذه الخاصية من خلال دراساته لفصل السمات الموروثة في نبات البازلاء لاحظ مندل في تجاربه التي كانت لدراسة سمة لون الوردة أن لون كل وردة في كل نبتة بازلاء كان أبيضا أو بنفسجيا – لكن لم يكن أبدا لونًا متوسطًا بين هذين اللونين. تسمى هذه النسخ المختلفة المنفصلة للجين الواحد الألائل. في نبات البازلاء، و هي صنف دبلوئيد (ثنائي الصيغة الصبغية)، تمتلك كُل نبتة منفردة نسختين من كُل جين (مورثة)، تأتي من كلا الوالدين تمتلك العديد من الأصناف، منها البشر، هذا النمط من الوراثة. تُسمى الكائنات الحية التي تمتلك نسختين من نفس الأليل لجين (مورثة) واحد بمتماثلة الزيجوت في الموضع الصبغوي، بينما تُسمى الكائنات التي تمتلك أليلين مختلفين من نفس الجين بمغاير الزيجوت. تسمى مجموعة الألائل لأي كأن حي بالنمط الجيني، بينما تُسمى السمات التي يمكن ملاحظتها بالنمط الظاهري. عندما يكون الكائن مغاير الزيجوت في جين (مورث) معين، تُسمى إحدى الألائل صفة سائدة لأن خصائصها تسيد على النمط الظاهري للكائن، بينما يُسمى الأليل الآخر صفة متنحية لأن خصائصها تتنحى و لا يُمكن رؤيتها. بعض الألائل لا تمتلك صفة سائدة كاملة و تمتلك بدلاً من ذلك صفة سائدة غير تامة عن طريق تمثيلها بالنمط الظاهري المتوسط ، أو بتمثيلها للصفة السائدة المشتركة عن طريق تمثيلها بأليلين اثنين في آن واحد. عندما يتكاثر زوج من الكائنات الحية جنسياً، يرث نسلهما أليل واحد من كل والد بطريقة عشوائية . تُسمى هذه الاستدلالات عن الوراثة المنفصلة وانفصال الألائل عن بعضهما بقانون مندل الأول أو قانون الفصل . 

التدوين والرسوم البيانية 
الخرائط الوراثية النسبية تساعد في تتبع أنماط توريث الصفات. 
يستخدم علماء الوراثة الرسوم البيانية والرموز لوصف الوراثة ، يُمثَل الجين بحرف أو عدد من الأحرف القليلة ، عادة يُستخدم الرمز " + " ليرمز إلى الأليلي غير المتحول المعتاد للجين 

في تجارب التربية والإخصاب ( وخصوصاً عند مناقشة قوانين مندل ) يُشار إلى الوالدين بجيل " P " والنسل ( الفرع الأول ) بجيل " F1 " وعندما يتزاوج الفرع الاول " F1 " مع بعضهم البعض ، يُسمى الجيل الناتج ( الفرع الثاني ) بجيل " F2 " ، أحد الرسومات المعروفة المستخدمة للتنبّؤ بنتائج التهجين هو مربع بونيت. عند دراسة أمراض الإنسان الوراثية يستخدم علماء الوراثة عادةً الرسوم البيانية للأنساب ليشرحوا وراثة الصفات هذه الرسوم البيانية توضّح خريطة الوراثة لصفةٍ ما في شجرة العائلة. 
تفاعلات الجينات المتعددة 
طول الإنسان هو سمة مع أسباب وراثية معقدة، وتبين بيانات فرانسيس غالتون من عام 1889م العلاقة بين طول النسل بوصفها وظيفة من متوسط طول الأم، بينما تبقى الاختلافات في ارتفاع ذرية المشيرة إلى البيئة هي أيضاً عامل مهم في هذه الصفة.
تمتلك الكائنات الحية آلاف الجينات ، التي تنقسم بشكل مستقل عن بعضها بعضاً أثناء عملية التكاثر الجنسي للكائنات الحية ، هذا يعني بأن وراثة الأليل لبازلاء خضراء أو صفراء اللون لا علاقة لها بوراثة الأليلات للورود الحمراء أو البيضاء ، وتُعرف هذه الظاهرة باسم " قانون مندل الثاني " أو " قانون الانقسام المستقل " ، بمعنى أن هذه الأليلات من الجينات المختلفة تُعدّل وراثياً بين الآباء لتُشكّل نسل جديد بتركيبات كثيرة مختلفة ، ( لا تنقسم بعض الجينات بشكل مستقل ، ممايدل على الارتباط الجيني ) تتم مناقشة هذا الموضوع لاحقا في هذه المقالة 

تتفاعل عادةً الجينات ( المورثات ) بطرق مختلفة تؤدي إلى التأثير على نفس السمة ، على سبيل المثال : جين نبات أومفالوديس فيرنا الذي يمتلك الأئل التي تتحكم بلون الزهور ( أزرق أو أحمر أرجواني ) لكن هناك جين آخر يتحكّم في وجود اللون على الزهور في الأساس أو يُعطي زهوراً بيضاء اللون ، عندما تمتلك النبتة نسختين من هذا الأليل الأبيض ، تكون الزهور بيضاء ، بغضّ النظر عن امتلاك الجين الأول ألألائل زرقاء أو أحمر أرجواني ، يُسمى هذا التفاعل بين الجينات بتَوَقُّفُ الإِفْراز، حيث يوقِف الجين الثاني إفراز الجين الأول. 

لا تُعد العديد من الصفات الوراثية ذات سمات منفصلة ( مثل : الزهور البيضاء أو الأرجوانية ) بل تمتلك سمات متواصلة ( مثل : طول الإنسان ولون البشرة ) ، تُعد هذه الصفات المعقدة نتاج العديد من الجينات. يتوسط تأثير هذه الجينات بدرجات متفاوتة من خلال البيئة التي عاشها الكائن الحي ، تسمى الدرجة التي تساهم فيها جينات الكائن الحي بإحداث صفة معقدة بـالتوريث. يُعد قياس التوريث لصفة واحدة أمر نسبي في بيئة أكثر تقلبية ، تملك البيئة المحيطة التأثير الأكبر على الاختلاف الكلي لهذه الصفة. على سبيل المثال ، يُعد طول الإنسان صفة بمسببات معقدة. تحتوي هذه الصفة نسبة ٨٩٪ من التوريث في الولايات المتحدة ، بينما في نيجيريا ، حيث يعاني الناس من صعوبة أكثر للوصول إلى التغذية الجيدة والرعاية الصحية ، تمتلك صفة الطول نسبة ٦٢٪ فقط من التوريث. 

الأساس الجزيئي للوراثة 
الأحماض النووية و الكروموسومات (الصبغيات) 
التركيب الجزيئي للحمض النووي، وقواعد الزوج 
لترتيب الرابطة الهيدروجينية بين الفروع. 

الاساس الجزيئي للجينات هو (الحمض النووي الرايبوزي منقوص الأكسجين) او DNA. يتكون الحمض النووي من سلسلة من النيوكليوتيدات, وهي عبارة عن اربعة انواع: أدينين (A), سايتوسين (C), غوانين (G), ثايمين (T). تتواجد المعلومات الوراثية في تسلسل (ترتيب) هذه النيوكليوتيدات, وتتواجد الجينات على شكل سلاسل (تعاقبات) ممتدة على طول سلسة الحمض النووي. الفيروسات هي الاستثناء الوحيد من هذه القاعدة- فأحيانا تستخدم الفيروسات الحمض الريبي النووي RNA المماثل جدا للحمض الرايبوزي النووي DNA عوضا عنه, وذلك كمادة وراثية ومما تجدر الاشارة إليه أنه لا يمكن للفيروسات التكاثر بدون وجود المضيف (العائل) ولا تُعد عامة مخلوقات "حية", لذلك لا تخضع للكثير من مبادئ علم الوراثة. 
يوجد الحمض النووي بشكل طبيعي كجزء مزدوج الأشرطة الملفوفة على شكل حلزوني مزدوج، كل نوكليوتيد في الحمض النووي يقترن بشكل تفضيلي مع شريكة النوكليوتيد آخر على الشريط المعاكس A المقترن مع T ويقترن كذلك مع C و G. و بهذا الشكل المكون من شريطين الذي يحوي كل شريط منه على جميع المعلومات الضرورية، وهذا أيضًا ما يحصل مع شريطه الشريك. تعتبر هذه البنية للحمض النووي الأساس الطبيعي للتوريث فيُكرر نسخ الحمض النووي المعلومات الوراثية عن طريق تقسيم شريط الحمض النووي و استخدام كل شريط كقالب لإنشاء شريط حمض نووي شريك جديد 

يتم ترتيب الجينات خطيا على شكل سلاسل طويلة من تسلسل القواعد النيتروجينية في الحمض النووي.يكون منفرد , عادة ما تحتوي كل خلية على حامل جين دائري ( genophore) , بينما في الكائنات حقيقية النواة ( كالإنسان والحيوان) تملك الحمض النووي المرتب في كروموسومات خطية متعددة. وغالباً ما تكون شرائط الحمض النووي طويلة جدا، على سبيل المثال: يبلغ طول أطول كروموسوم في الإنسان 247 مليون زوج من القواعد النيتروجينية تقريباً يرتبط الحمض النووي لكروموسوم ببروتينات هيكلية التي تقوم بالتنظيم، الجمع و التحكم بالدخول الحمض النووي،مكون من مادة تسمى بالكروماتين (chromatin):في الكائنات حقيقية النواة الكروماتين يكون مكون من نيوكليوزوم ( nucleosomes) ,أجزاء من الحمض النووي تشق الطريق نحو بروتين الهستون يطلق على المجموعة الكاملة من المواد الوراثية في الكائنات الحية (عادة ما تُسمى مجموعة سلسلة الحمض النووي لجميع الكروموسومات) بالجينوم (genome). 
بينما توجد كائنات تحتوي على نسخة واحدة من كل كروموسوم أما معظم الحيوانات وأنواع عديدة من النباتات تمتلك أعداد مضاعفة من النسخ وتحتوي على اثنين من كل كروموسوم ونسختين من الجينات الثنائية في الأليليات يكون متموضعا بشكل هندسي في الكروموسومات المتماثلة .كل واحد من الأليليا يأتي وراثياً من أحد الوالدين . 


رسم فالتر فليمنغ في عام 1882م
لانقسام الخلايا حقيقة انلواة،
يتم نسخ الكروموسومات ومضاعفتها
وتنظيمها 
ثم كما تنقسم الخلة فالكروموسومات 
تنسخ منفصلات في الخلايا الوليدة. 
الكثير من الشكوك تبقي حول ما يسمى بالكروموسومات الجنسية .ومهمة هذه الكروموسومات نوعية جداً وهي تحديد جنس الجنين . في البشر والعديد من الحيوانات الكرموسوم واي يحتوي الجين الذكري والمحدد لخصائصه. يفقد هذا الكروموسوم في التطور معظم خصائصه بينما الكرموسوم اكس الشبيه ببقية الكرموسومات فيحتوي على غالب الجينات. الكروموسومان اكس و واي غير متجانسان من حيث تشكيلهما. 
التكاثر 
 التكاثر اللا جنسي و التكاثر الجنسي عندما تنقسم الخلايا، يتم نسخ المجين (الجينوم) كاملاً و ترث كل خلية وليدة نسخة واحدة. تُعد هذه العملية المسماة بالانقسام الفتيلي أبسط أنواع التكاثر و هو أساس التكاثر اللا جنسي. يمكن أن يحدث التكاثر اللا جنسي في الكائنات متعددة الخلايا أيضاً، حيث يعطي ذرية ترث الجينوم من أحد الوالدين فقط. تُسمى الذرية المطابقة جينياً للوالدين بالنسخ. تستعمل حقيقيات النوى التكاثر الجنسي عادة لتوليد ذرية تحتوى على مزيج من المادة الوراثية موروث من والدين مختلفين. تتناوب عملية التكاثر الجنسي بين أصناف تحتوي على نسخ وحيدة من الجينوم (أحادي الصبغيات) و نسخ مزدوجة (ضعفاني الصبغيات). تندمج الخلايا أحادية الصبغة و تجمع المادة الوراثية لتكون خلية ضعفانية ذات صبغيات (كروموسومات) مزدوجة. تُكون الكائنات الضعفانية أحاديات الصبغة عن طريق الانقسام من دون استنساخ الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين (DNA) لتعطي خلايا وليدة ترث عشوائياً واحداً من كل زوج من الصبغيات. تكون معظم الحيوانات و العديد من النباتات ضعفانية الصبغيات خلال الجزء الأكبر من عمرها، و يكون الصنف أحادي الصبغيات محدوداً في الأمشاج مثل الحيوانات المنوية و البويضات. 

بالرغم من عدم استخدامهم للطريقة الفردية\المضاعفة في التكاثر الجنسي، إلا أن للبكتيريا طرق عديدة لاكتساب المعلومات الجينية الجديدة. يمكن لبعض أنواع البكتيريا التزاوج، بنقل قطعة دائرية صغيرة من الحمض النووي لبكتيريا أُخرى. كما يمكن للبكتيريا احتلال شظايا الحمض النووي الجديدة الموجودة في المحيط ودمجها مع جينوماتها، وتسمى هذه الظاهرة بالتحول. تتم هذه العمليات على شكل نقل جيني أفقي، عن طريق إحالة شظايا المعلومات الجينية بين الكائنات الحية التي ستصبح بطريقة اخرى لاعلاقة لها. 

إعادة التركيب والترابط الجيني 
الارتباط الجيني 


توضيح توماس هانت مورغان عام 1916م
لتقاطع مزدوج بين الكروموسومات. 

تسمح طبيعة تضاعف الكروموسومات للجينات بتصنيف الكروموسومات المختلفة بشكل منفصل أو تنفصل عن التماثل الزوجي أثناء عملية التكاثر الجنسي حيث يتكون المشيج الفردي. يمكن بهذه الطريقة حدوث تركيبات جديدة للجينات خلال تناسل زوجين. ولن تتحد الجينات في الكروموسوم نفسه نظريا مرة اخرى. بل تحدث على أي حال من خلال العملية الخلوية لانتقال الكروموسومات. تتبادل الكروموسومات خلال الانتقال تمددالحمض النووي وتخلط الأليلات الجين بين الكروموسومات بشكل فعال تقع طريقة انتقال الكرموسومات هذه عموما خلال الانتصاف وخلال سلاسل من انقسامات الخلية التي تنشىء خلايا فردية. 
يعتمد احتمال انتقال الكروموسومات التي تنشأ بين أي نقطتين في الكروموسوم الفردي على بُعد المسافة بين النقطتين، وتتسبب المسافات الطويلة جدًا بين الكروسومات في كبر احتمال انتقالها وتباعدها بما يكفي لإستبعاد إمكانية وراثة الجينات بشكل كبير أما بالنسبة للجينات القريبة من بعضها، فإن احتمال انتقالها وتباعدها ضئيلة للغاية مما يثبت الرابطة بين الأليلات للجينين، و يؤدي هذا بدوره إلى الميل نحو اعتقاد أن يكون الجين موروث. ويمكن جمع كميات الربط بين سلسلة الجينات لتكوين خريطة ربط خطية تصف ترتيب الجينات على طول الكروموسوم 

التعبير الجيني
الشفرة الجينية 
الشفرة الوراثية : استخدام رمز ثلاثي الدنا
من خلال وسيط الرنا المرسال المحدد للبروتين. 
تُعبر الجينات عن تأثيرها الوظيفي خلال إنتاجها للبروتينات وهي جزيئات معقدة مسؤولة عن أغلب وظائف الخلية، تتكون البروتينات من سلسلة واحدة أو أكثر من عديد البيبتيدات وكل سلسلة مكونة من تسلسل الأحماض الأمينية أما تسلسل الحمض النووي للجين خلال الجين الوسيط للحمض النووي الريبي وينتج بذلك تسلسل معين للحمض الأميني . تبدأ العملية عند إنتاج الحمض النووي الريبي بتسلسل مطابق لتسلسل الحمض النووي في الجين وتدعى تلك العملية بالنسخ الجيني . ينتج جزيء الحمض النووي الريبي الوسيط تسلسل مماثل للحمض الأميني في عملية تدعى بالترجمة الجينية وكل مجموعة من الثلاث نيوكليوتيدات الموجودة في التسلسل تدعى بالرامزة وتتوافق إما مع الأحماض الامينية المحتملة في البروتين أو تقوم بإنهاء تسلسل الحمض الأميني ويدعى هذا التوافق بالشفرة الجينية ويكون تدفق المعلومات أحادي الإتجاه وتتنقل المعلومات من تسلسل النيوكليوتيدات لتسلسل الحمض الأميني في البروتينات ولكنها لاتتنقل من البروتين وتعود لتسلسل الحمض النووي، سمى فرنسيس كريك هذه الظاهرة بالعقيدة المركزية لعلم الأحياء الجزيئي 
ينتج عن السلسلة النوعية للأحماض الأمينية هيكل ثلاثي الأبعاد فريد من نوعه لهذا البروتين وترتبط هياكل البروتينات ثلاثية الأبعاد بوظائفها، ويكون بعضها عبارة عن جزيئات هيكلية بسيطة مثل الألياف المكونة من بروتين الكولاجين ويمكن ربط البروتينات مع بروتينات أخرى وجزيئات بسيطة وهي تؤدي أحيانا دور الأنزيمات بتسهيل التفاعلات الكيميائة داخل حدود الجزيئات (دون تغيير هيكل البروتين نفسه). تعتبر بنية البروتين متحركة وينحني هيموغلوبين البروتين في أشكال مختلفة قليلا لكي تسهل عملية التقاط جزيئات الأكسجين و نقلها و إطلاقها داخل دم الثدييات 
أحادي نوكليوتيد قد يُحدِث اختلاف في الحمض النووي تغيير في تسلسل الأحماض الأمينية للبروتين؛ حيث تبني سلسلة الأحماض الأمينية البروتين، قد تُحدث هذه التغييرات تغييرا هائلا في خصائص البروتين من خلال إضعاف تركيبه أو تغيير سطحه ؛ وذلك بتغيير تفاعله مع البروتينات والجزيئات الأخرى. على سبيل المثال ؛ فقر الدم المنجلي مرض وراثي ينتج من اختلاف قاعدة واحدة داخل منطقة الترميز لجزء متغير-غلوبين من الهيموغلوبين، مما يسبب تغيير حمض أميني واحد مما يغير الخواص الفيزيائية للهيموغلوبين. 
بعض أنواع فقر الدم المنجلي تُبرز الهيموغلوبين، التجمع لتشكيل الألياف التي تشوه شكل خلايا الدم الحمراء التي تحمل البروتين. لا تتدفق تلك الخلايا منجلية الشكل بسلاسة في الأوعية الدموية، بل تميل لسدها أو التحلل، مما يتسبب في المعاناة ؛ من المشاكل الطبية المرتبطة بهذا المرض ؛ سجلت بعض الجينات في الحمض الريبي النووي ولكن لم يتم نقلها إلى منتجات مثل جزيئات الحمض الريبي النووي من البروتين ؛ وتسمى الحمض الريبي النووي غير المرمز. في بعض الحالات نتائج مضاعفة التراكيب التي تشارك في وظائفالخلية العصبية (مثل الحمض الريبي النووي الريبوسومي وتحويل الحمض الريبي النووي). الحمض الريبي النووي قد يكون له تأثير تنظيمي أيضا من خلال تفاعلات التهجين مع جزيئات حمض ريبي نووي أخرى. 
الطبيعة مقابل التنشئة 
القطط السيامية لديها طفرة تحسس
الحرارة منتجة الأصباغ 
على الرغم من احتواء الجينات على جميع المعلومات اللازمة لوظائف الكائن الحي، إلا أن البيئة تلعب دوراً هاماً في تحديد الشكل النهائي لمظهر الكائن الحي، وغالباً ما يُشار إلى هذه الظاهرة بـ "الطبيعة مقابل الطبيعة". يعتمد الشكل الظاهري للكائن الحي على التفاعل بين الجينات و البيئة المحيطة به، مثل تلون "وبر" القط السيامي. في هذه الحالة درجة حرارة جسم القط تمثل دور البيئة. الشفرة الجينية للشعر الأسود في القط، بالتالي الخلايا المنتجة للشعر في القط تصنع البروتينات الخلوية التي تنتج في الشعر الداكن. لكن هذه البروتينات المنتجة للشعر الداكن حساسيتها عالية لدرجة الحرارة فتفسد في البيئة ذات الحرارة المرتفعة وبالتالي تفشل في أداء وظيفتها من حيث إنتاج صبغة الشعر الداكنة في المناطق التي تكون ذات درجة حرارة عالية في جسم القط. بينما في البيئة ذات درجة الحرارة المنخفضة, يبقى تركيب البروتين ثابت و يتم إنتاج صبغات الشعر الداكن بشكل طبيعي. يبقى البروتين فعال في المناطق الأبرد من البشرة (كالأقدام، الاذنين، الذيل و الوجه) لذلك يمتلك القط الوبر الغامق في اطرافه تلعب البيئة دوراً هاماً في آثار المرض الوراثي البشري ، فينيلكيتونوريا . حيث تؤدي الطفرة المسببة للمرض إلى حدوث خلل في مدى قابلية الجسم على تحليل الحمض الأميني فينيل الأمين، مما يتسبب في تراكم سام لجزيئية متوسطة والتي تتسبب بدورها في المعاناة من أعراض التخلف العقلي والصرع. مع ذلك، لو التزم الشخص الذي يملك طفرة فينيل الأمين باتباع نظام غذائي صارم يتجنب فيه تناول المواد التي تحتوي على هذا الحمض الأميني، فسيبقى طبيعياً و معافى. تُعد دراسة التوائم المتطابقة و الغير المتطابقة أو الأخوة في حالة تعدد المواليد طريقة مشهورة لتحديد كيفية مساهمة الجينات و البيئة في النمط الظاهري يكون الأخوان المتطابقان متماثلان وراثياً لانحدارهم من نفس اللاقحة، بينما يكون الإخوة الغير المتطابقين مختلفين وراثياً مثل الإخوة الطبيعيين. يستطيع العلماء تحديد ما إذا كان هذا الخلل ناتج عن عوامل وراثية أو بيئية من خلال تحليل الإحصائيات عن عدد المرات التي يمتلك فيها أحد التوائم من بين مجموعة من التوائم خللاً معيناً مقارنةً بمجموعات اخرى من التوائم . إحدى الأمثلة المشهورة هي دراسة تعدد المواليد للتوأم الرباعي غينان، الذين كانوا توأم رباعي متطابق شُخصوا جميعاً بمرض الفصام. 


تنظيم الجينات 
تحتوي المجموعات المورثة لكل كائن معين على الآلاف من الجينات، لكن لا تحتاج كل هذه الجينات إلى أن تكون نشطة في كل لحظة. يحدث التعبير الجيني عندما يتم تحويله إلى مراسل الحمض الريبي النووي و بذلك تتوفر طرق عديدة للتحكم في تعبيير الجينات بحيث يتم إنتاج البروتينات فقط عند الحاجة من خلال الخلية. تعتبر عوامل نسخ البروتينات التنظيمية و ترتبط بالحمض النووي، إما تشجع او تكبح عملية نسخ جين معين بداخل جينوم البكتيريا القولونية، على سبيل المثال توجد سلسلة من الجينات الهامة لتركيب أحماض التربتوفان الأمينية . وبالرغم من ذلك، عندما يتاح التربتوفان للخلية بشكل فعلي، لاتعود هناك فائدة لهذه الجينات المكونة للتربتوفان. يؤثر وجود التربتوفان بشكل مباشر على نشاط الجينات و ترتبط جزيئات التريبتوفان بكابح التريبتوفان (عامل النسخ)، وتغيير هيكل الكابح مثل ربط الكابح إلى الجينات. يمنع كابح التربتوفان عملية النسخ والتعبير الجيني، وبالتالي ينشأ نتائج سلبية من تنظيم عملية تركيب التربتوفان. 


عوامل النسخ لربط الحمض النووري وتأثير نسخ الجينات المرتبطة بها.تظهر اختلافات التعبير الجيني بوضوح في الكائنات متعددة الخلايا، حيث أن جميع الخلايا تمتلك نفس الجين لكنها تمتلك بنيات و سلوكيات مختلفة بسبب التعبير عن مجموعات مختلفة من المورثات. تُشتق جميع الخلايا في الكائنات متعددة الخلايا من خلية واحدة تتمايز خلوياً إلى أنواع من خلايا مختلفة، مستجيبة لإشارات خارجية و داخلية، تؤسس تدريجياً أنماطاً مختلفة من التعابير الوراثية لتنتج سلوكيات مختلفة. بما أنه لا يوجد مورث معين مسؤول عن نمو البنيات في الكائن متعدد الخلايا، فإن هذه الأنماط تظهر من التفاعلات المعقدة بين العديد من الخلايا. 

في حقيقيات النوى، هناك سمات بنيانية للكروماتين تؤثر على نسخ المورثات، عادة ما تكون على شكل تعديلات في الحمض النووي DNA(الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين) و الكروماتين اللذين ترثهما الخلايا الوليدة تُسمى هذه السمات بالوراثة اللاجينية لأنه توجد "فوق" تسلسل الحمض النووي DNA و تحافظ على الوراثة على امتداد الأجيال في الخلية. تستطيع أنواع خلايا مختلفة نمت في نفس المستنبت أن تُبقي على ميزات شديدة الإختلاف بسبب هذه السمات اللاجينية. مع أن السمات اللاجينية تكون غالباً متحركة على مدى النمو، إلا أن بعضها مثل ظاهرة الطفرة الموازية، تمتلك توارثاً يمتد على أجيال عديدة و تتواجد كاستثناءات نادرة عن القاعدة العامة و هي إن الحمض النووي DNA هوأساس الوراثة. 


التغير الجيني 

الطفرات 

 الطفرة الوراثية 


الجينات الازدواجية تسمح بالتنويع من خلال التكرار:
فيمكن لجين واحد أن يتحور
ويفقد وظيفته الأصلية دور أي ضرر. 

خلال عملية مضاعفة الحمض النووي DNA، تقع الأخطاء من حين لآخر اثناء التبلمر في الشريط الثاني. هذه الأخطاء تسمى الطفرات، من شأنها احداث تغيير في شكل الكائن الحي الخارجي، خصوصا إذا حدثت في سلسلة البروتين الذي يرمز للجين. تكون معدلات الخطأ قليلة جداً عادةً خطأ واحد لكل 10-100 مليون قاعدة، بسبب قدرة انزيم بوليميراز الدنا على التصحيح "proofreading" تسمى العمليات التي تزيد معدل حدوث التغيرات في الحمض النووي بالمُطفرة: وهي عبارة عن مواد كيميائية تزيد الأخطاء في عملية تضاعف الحمض النووي، غالباً عن طريق التعارض مع التركيب اثناء ارتباط القواعد، حيث تحفز الأشعة فوق البنفسجية الطفرات الوراثية عن طريق اتلاف تركيب الحمض النووي. كما يحدث الضرر الكيميائي للحمض النووي بشكل طبيعي، و تستخدم الخلية الآليات لإصلاح الخلل الحادث، عدم التطابق او الفواصل، في الحمض النووي، مع ذلك، تفشل هذه الآليات أحياناً في إعادة الحمض النووي إلى تسلسله الأول (او الطبيعي). 

في الكائنات التي تقوم بخاصية العبور الكروموسومي لتبادل الحمض النووي وربط الجينات، قد تحدث الأخطاء في الصفوف خلال الانقسام الاختزالي لتسبب طفرات وراثية. من المرجح ان تحدث الأخطاء أثناء العبور الكروموسومي خاصة عندما يتسبب تسلسل مشابه بجعل الكروموسوم المقابل باعتماد الصف الخاطئ: مما يجعل بعض المناطق من الجين أكثر عرضة لحدوث الطفرة بهذه الطريقة. تتسبب هذه الأخطاء في حدوث تغييرات هيكلية كبيرة في تسلسل الحمض النووي، اما بمضاعفة، قلب أو حذف لكامل المنطقة، اوعن طريق استبدال جزء كامل من كروموسومات مختلفة بشكل عرضي يسمى ذلك بالإزفاء (اعادة الترتيب). 


التطور 
الانتقاء الطبيعي 
تغير الطفرات التركيب الجيني للكائنات الحية ويسبب ذلك أحياناً في ظهور أنماط ظاهرية مختلفة. تؤثر معظم الطفرات على الكائنات الظاهرية قليلاً في أنماطها الظاهرية وصحتها ولياقتها الانجابية. أما الطفرات غير المؤثرة تكون عادةً ضارة ولكن قد يكون بعضها مفيدة أظهرت الدراسات على ذباب الفاكهة السوداء البطن أنه اذا أحدثت الطفرة تغييراً في البروتين الذي ينتجه الجين فستكون تلك الطفرة ضارة بنسبة ٧٠٪ والنسبة المتبقية تكون محايدة أو مفيدة بنسبة ضئيلة. 


شجرة التطور للكائنات حقيقية النواة التي شيدت
بواسطة المقارنة بين متعدد متواليات الجينات. 

تدرس الجينات السكانية اختلاف توزيع الجينات ضمن السكان وكيفية تغير هذه التوزيعات مع مرور الوقت حيث تتأثر التغيرات في التكرار الاليلي في السكان بشكل عام بالاصطفاء الطبيعي بحيث يعطي اليل ميزة انتقائية او انجابية للكائن الحي وكذلك كالعوامل الاخرى مثل الطفرة والانحراف الوراثي والترافق الجيني واصطفاء اصطناعي وانسياب المورثات 
تستطيع جينومات الكائنات الحية على مدى عدة اجيال التغير بشكل ملحوظ مؤدياُ إلى ظاهرة التطور. يمكن أن يسبب اختيار التحول المفيد نوع من التطور الذي يؤدي إلى اشكال أفضل قادرة على العيش في محيطها تسمى هذه العملية بالتكيف. تتكون الانواع الجديدة من خلال عملية الانتواع والتي عادة ما تقع بسبب الفواصل الجغرافية التي تمنع السكان من تبادل الجينات مع بعضها ويعود التطبيق لمباديء الجينية لدراسة علم الاحياء السكنية والتطور لما مايسمى بالاصطناع التطوري الحديث. 
بمقارنة التماثل والتشابه بين انواع جينومات مختلفة، من الممكن حساب مدى التطور بينها ومتى حدث الاختلاف( تسمى بالساعة الجزيئية). تعتبر المقارنات الجينية عموما طريقة اكثر دقة لتمييز العلاقة بين الانواع عن مقارنة الخصائص المظهرية. يمكن أن تستخدم مسافات التطور بين الانواع لتكوين شجرة التطور . هذه الاشجار تمثل السلف المشترك واختلاف الانواع على مدى الزمن، بالرغم من عدم اظهارها انتقال المادة الجينية بين الانواع غير المشتركة فيما بينها (تعرف بانتقال الجين العرضي والشائع في البكتيريا). 

الأبحاث والتقنية 
نموذج الكائنات الحية 
ذبابة الفاكهة الشهيرة (ذبابة الفاكهة سوداء البطن)
هي كائن نموذجي شهير في أبحاث الوراثة. 

على الرغم من أن علماء الوراثة يدرسون الوراثة عموماً على مجموعة كبيرة من الكائنات الحية؛ إلا أن الباحثين بدأوا التخصص في دراسة الوراثة على مجموعة فرعية معينة من الكائنات الحية. وفي واقع الأمر فإن البحوث الهامة الموجودة بالفعل لكائن معين تشجع الباحثين الجدد على اختيارها لعمل المزيد من الدراسة عليها، لذا فقد أصبح مؤخراً عدد قليل من نموذج الكائنات الحية هوالأساس لمعظم أبحاث الوراثة. الموضوعات البحثية العامة لنموذج الكائنات الحية في علم الوراثة تتضمن دراسة التنظيم الجيني ودور الجينات في النمو والسرطان. تم اختيار كائنات تتميز بقصر فترات أجيالها جزئياً، وذلك لسهولة التعديل الجيني مما جعلها شائعة كأداة من أدوات البحث في علم الوراثة. ويشتمل استخدام نماذج الكائنات الحية وعلى نطاق واسع على: بكتيريا الإشريكية القولونية في الأمعاء، نبات الأرابيدوبسيس، خميرة الخباز (فطريات الخميرة)، ديدان الربداء الرشيقة، ذبابة الفاكهة المعروفة باسم (ذبابة الفاكهة سوداء البطن)، وفأر المنزل المعروف باسم (فأر المنازل). 


الطب 

يسعى علم الوراثة الطبية لفهم كيفية الاختلاف الجيني ومدى تأثيره على صحة الإنسان والأمراض. عند البحث عن جين مجهول والذي قد يكون متضمن في مرض ما؛ عادةً ما يستخدم الباحثون الروابط الجينيةورسم الشجرة الوراثية للعثور على موقع الجينوم المرتبط بهذا المرض. وعلى مستوى السكان؛ يأخذ الباحثون عينة عشوائية للبحث عن مواقع الجينوم المرتبط بهذا المرض. وهذه الطريقة مخصصة للصفات متعددة الجينات غير المعروفة بشكل واضح من قبل جين واحد . ولحظة العثور على الجين المطلوب، من ناحية أخرى يتم اجراء البحوث على الجينات المماثلة ( تسمى جينات مشتركة التسلسل من الأجداد ) في الكائنات المماثلة. بالإضافة إلى دراسة الأمراض الوراثية وزيادة توافر أساليب التنميط الجيني مما أدى إلى مجال علم الوراثة الدوائي، أي دراسة كيفية التركيب الوراثي على مدى الاستجابة للأدوية. 

يختلف الأفراد في ميلهم الموروث للإصابة بالسرطان، والسرطان هو مرض وراثي. و عملية تطور مرض السرطان في الجسم هو مزيج من الأحداث؛ فالطفرات تحدث أحياناً داخل الخلايا في الجسم نظراً لانقسامها، على الرغم من أن هذه الطفرات قد لا تكون موروثة من قبل أي ذرية إلا أنها قد تؤثر على سلوك الخلايا؛ مما يتسبب في نموها في بعض الأحيان وانقسامها بشكل متكرر. هناك آليات بيولوجية تحاول وقف هذه العملية وإعطاء إشارات إلى تقسيم غير لائق في الخلايا التي ينبغي أن تؤدي إلى موت الخلايا، ولكن تحدث أحياناً طفرات إضافية تدفع الخلايا إلى تجاهل هذه الرسائل، وتحدث عملية الانتقاء الطبيعي داخل الجسم وتتراكم الطفرات في النهاية داخل الخلايا لتعزيز النمو الخاص بها، وخلق الورم السرطاني الذي ينمو ويغزو الأنسجة المختلفة للجسم. 

تنقسم الخلية عادةً كاستجابة للإشارات فقط تسمى عوامل النمو وتوقف التكاثر عند حدوث اتصال مع الخلايا المحيطة (الاتصال المثبط)، وتنقسم في استجابتها لإشارات النمو المثبطة لعدد محدود من المرات وتموت والتي تبقيها داخل الظهارة والذي لا يُمكنها من الارتحال لغزو أعضاء أخرى. لتتحول إلى خلية سرطانية، يجب أن تتراكم الخلايا أو تجتمع على شكل تحورات أو تغيرات في عدد من الجينات (3-7) التي تسمح لها أن تتجنب كل القواعد التالية: وهي لا تحتاج إلى عامل تكاثر للإنقسام، بل تستمر في التكاثر عندما تتصل بخلايا مجاورة، وتجاهل إشارات التثبيط، وتستمر في التكاثر لأجل غير مسمى ومستمر، وتهرب من الاستماتة وفي النهاية تتمكن من الهرب من الورم الرئيسي، وتعبر بطانة الوعاء الدموي والانتقال عبر مجاري الدم لاستعمار عضو جديد لتكون أورام خبيثة مميتة. وبالرغم من استعداد بعض الجينات على شكل أجزاء صغيرة من السرطانات؛ إلا أن الجزء الأكبر يكون بسبب تكوين طفرات جينية جديدة والتي تظهر عضوياً وتتراكم في خلية واحدة أو عدد قليل من الخلايا التي تنقسم لتكون الورم ولا تنتقل إلى الأولاد ( الطفرات الجسدية). تفقد الطفرات الأكثر شيوعاً أو تمنع مهام بروتين p53 والموروثات الكابتة أوالموقفة للورم أو في مسار بروتين p53 وتكتسب مهمة التطفر في بروتينات راس أو في جينات ورمية أخرى. 
طرق البحث 
مستعمرات الإشريكية القولونيةالتي تنتج بواسطة الاستنساخ الخلوي


، وكثيراً ما يستخدم منهجية ممثالة في الاستنتساخ الجزيئي. 
يمكن التلاعب بالحمض النووي DNA في المختبر. تُستخدم إنزيمات الاقتطاع بشكل شائع كإنزيمات تقطع الحمض النووي DNAفي تسلسلات محددة منتجة قطع متوقعة من الحمض النووي DNA يُمكن تصوير قطع DNA من خلال استخدام الفصل الكهربائي للهلام والذي يفصل القطع حسب طولها. يسمح استخدام أنزيمات الربط بوصل قطع الحمض النووي DNA، وتقويم قطع الحمض النووي مع بعضها من عدة مصادر يستطيع الباحثون إنشاء الحمض النووي DNA المؤشب. يستخدم الحمض النووي المؤشب عادةً بالمشاركة والارتباط مع العضويات المعدلة وراثياً بشكل شائع في حالة البلازميد (القصير الدائري لقطع الحمض النووي مع قليل من الجينات فوقه). بإدخال البلازميدات في البكتيريا وإنماء هذه البكتيريا على صفائح من الآجار (لعزل استنساخ خلايا البكتيريا)، يستطيع الباحثون الإسهاب بسلاسل القطع المدخلة للحمض النووي DNA( تعرف هذه العملية بالتنسيل الجزيئي )، كما يمكن للإستنساخ العودة لإنشاء كائنات حية بوسائل عديدة.) يمكن مضاعفة الحمض النووي DNA أيضاً باستخدام طريقة تسمى تفاعل البوليمراز المتسلسل (ت ب م). باستخدام تسلسل قصير محدد من الحمض النووي، (ت ب م) بإمكانه أن يعزل ويتضاعف إلى عدة أضعاف في المنطقة المستهدفة من الحمض النووي، يمكن أن يُستخدم تفاعل البوليمراز المتسلسل للكشف عن وجود تسلسل محدد من الحمض النووي لخاصية تضاعفه من كميات قليلة جداً. 

تسلسل الحمض النووي وعلم الجينوم 
تطور واحدة من التقنيات الاساسية لدراسة علم الجينوم ويسمح تسلسل الحمض النووي الباحثون لتحديد التسلسل النيوكليوتيدات في قطع الحمض النووي .وتطور في عام ١٩٧٧ م بواسطة فريدريك سانغر وزملائه في العمل وبصورة روتينية يستخدم التسلسل الاخير قطع الحمض النووي واستطاع الباحثون مع هذه التقنيات الحديثة دراسة الجزيئي وعلاقتهما بكثير من أمراض الإنسان .. قد تسلسل الباحثون مجموعة العوامل الوراثية كثير من الأعضاء لذلك أصبح التسلسل رخيصا بأستخدام أدوات حسابية لخياطتها مع بعض قطع كثيرة الاختلاف (والعملية تسمى الجينوم الجمعية) تستخدم هذه التقنيات لتسلسل الجينوم البشري مما أدى إلى إكمال مشروع الجينوم البشري في عام ٢٠٠٣م تعد التقنيات التسلسل الإنتاجية العالية منخفضة التكلفة بشكل كبير من التسلسل الحمض النووي ويأمل كثير من الباحثين إحضار تكلفة اعادة التسلسل وخفض الجينوم البشري إلى الف دولار أنشأت كمية كبيرة من البيانات التسلسل المتاحة في مجال علم الجينوم والبحث الذي استخدم أدوات حسابية للبحث وتحليل نماذج في الجينوم الكامل في الأعضاء ويعتبر أيضاء علم الجينوم مجال فرعي من المعلومات الحيوية التي تستخدم النهج الحسابي لتحليل مجموعة كبيرة من البيانات البيولوجية.

روابط مواقع الكوليرا

الكوليرا

الكوليرا   من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


الكوليرا، والتي تعرف أحيانا باسم 

الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية،

هي الأمراض المعوية المعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي. وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين. ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.

ضمة الكوليرا هو جرثوم سلبي الجرام ينتج ذيفان الكوليرا،

وهو ذيفان معوي، يعمل على تبطين الأغشية المخاطية ل الأمعاء الدقيقة،
وهذه العملية هي المسؤولة عن هذا السمة الأكثر بروزا للمرض، الإسهالالمستنزف.
وفي أشكاله الأكثر حدة، الكوليرا هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة،
وقد ينخفض ضغط الدم في الشخص السليم إلى مستويات انخفاض الضغط في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي.  وفي السيناريو الشائع، يتطور المرض من البراز السائل أولا إلى صدمة في غضون من 4 إلى 12 ساعة، ملحقا بالوفاة في غضون من 18 ساعة إلى عدة أيام، ما لم يُقدم العلاج الإماهي عن طريق الفم (أو في الوريد، في الحالات الأكثر خطورة). 

معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم تحدث في أفريقيا. فمن المقدر أن معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها هي نتيجة لسوء نظم الترصد، وبخاصة في أفريقيا. ويقدر معدل الوفيات ب 5 ٪ من مجموع الحالات في أفريقيا، وأقل من 1 ٪ في الأماكن أخرى.  لمشاهدة خريطة حديثة لانتشار المرض في العالم، انظر: http://www.who.int/entity/cholera/countries/WorldOutbreaksMap2008.PNG

العلاج
مريض بالكوليرا
يتم علاجه بواسطة طاقم طبي في عام 1992

يمكن علاج معظم حالات الكوليرا بنجاح بواسطة المُعَالَجَةٌ بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ. ويعتبر الاستبدال الفوري للمياه والكهارل هو العلاج الرئيسي لمرض الكوليرا، بسبب سرعة حدوث الجفاف ونضوب الكهارل. وتعد المُعَالَجَةٌ بالإِمْهَاءِ الفَمَوِيّ (أو ار تي) فعالة للغاية وآمنة وسهلة التطبيق. أما في الحالات التي يكون بها كيس الطبيب (أو ار تي) المنتج تجاريا باهظ الثمن أو صعب الحصول عليه، فهناك حلول بديلة منزلية الصنع باستخدام الصيغ المختلفة للمياه والسكر وملح الطعام، وصودا الخبيز، والفاكهة والتي تعتبر وسائل ذات تكلفة أقل لاشباع الكهارل. وفي حالات الكوليرا الشديدة مع حدوث جفاف خطير، قد يكون تطبيق حلول الإماهة عن طريق الوريد ضروريا.

تعمل المضادات الحيوية على تقصير مسار المرض، والحد من شدة أعراضه.

ومع ذلك يظل العلاج بالإمهاء الفموي هو العلاج الرئيسي. وعادة ما يسخدم التتراسيكلين كالمضاد الحيوي الأساسي، على الرغم من أن بعض سلالات ضمة الكوليرا أظهرت وجود مقاومة. 

وتشمل المضادات الحيوية الأخرى التي قد ثبت أنها فعالة ضد ضمة الكوليرا : الكوتريمازول، الاريثروميسين، الدوكسيسيكلين، الكلورامفينيكول،والفورازوليدون. ويمكن استخدام الفلوروكينولون مثل نورفلوكساسين أيضا، ولكن تم الإبلاغ عن بعض المقاومة له.

تتوافر طرق تشخيص سريعة للتعرف على ضمة الكوليرا المقاومة للأدوية المتعددة. وقد تم اكتشاف جيل جديد من مضادات الميكروبات والتي أثبتت فعالية ضد ضمة الكوليرا في الدراسات المعملية.  

ويتأثر نجاح العلاج كثيرا بسرعة وطريقة العلاج. فإذا تم علاج مرضى الكوليرا بسرعة وبشكل صحيح، يصبح معدل الوفيات أقل من 1 ٪، ولكن مع عدم علاج الكوليرا يرتفع معدل الوفيات إلى 50-60 ٪. 
علم الأوبئة
الوقاية

على الرغم من تهديد وباء الكوليرا للحياة، فعادة ما تكون الوقاية من هذا المرض واضحة إذا ما تم اتباع ممارسات صحية سليمة. ففي العالم الأول، وبسبب تقدم معالجة المياه والممارسات الصحية، لم تعد الكوليرا تمثل تهديدا صحيا كبيرا. وقد وقع آخر تفشي كبير لوباء الكوليرا في الولايات المتحدة في 1910-1911. وينبغي على المسافرين ادراك كيفية انتقال المرض وما يمكن القيام به لمنع ذلك. فعادة ما يكون وضع والتقيد بالممارسات الصحية الفعالة في الوقت المناسب، كافي لوقف هذا الوباء. وهناك عدة نقاط على المسار الانتقالي لوباء الكوليرا، والتي ربما (ينبغي) عندها ايقاف انتشار هذا الوباء:
مستشفى لعلاج الكوليرا في دكا، 
والتي تبين سرير كوليرا نمطي.
التعقيم: يعد التخلص والمعالجة السليمة لمياه الصرف الناتجة عن ضحايا الكوليرا، وجميع المواد الملوثة (مثل الملابس والشراشف، الخ) أمر ضروري. فجميع المواد التي تلامس مرضى الكوليرا ينبغي أن تعقم عن طريق الغسيل في ماء ساخن باستخدام الكلور المبيض إذا كان ذلك ممكنا. وينبغي تننظيف وتعقيم الأيدي التي تلامس مرضى الكوليرا أو ملابسهم، الشراشف وغيرها، بالمياه المعالجة بالكلور أو غيرها من العوامل الفعالة المضادة للجراثيم.
مياه المجاري: يساعد العلاج المضاد للبكتيريا لمياه المجاري العامة بواسطة الكلور والأوزون والأشعة فوق البنفسجية أو غيرها من أشكال المعالجة الفعالة قبل أن تدخل إلى المجاري المائية أو إمدادات المياه الجوفية، على منع المرضى غير المشخصين من نشر المرض دون قصد.
مصادر المياه: ينبغي نشر تحذيرات حول احتمال حدوث تلوث بسبب وباء الكوليرا، حول مصادر المياه الملوثة مع تعليمات حول كيفية تطهير المياه (الغليان، وما إلى ذلك بالكلور) للاستخدام المحتمل.

تنقية المياه: ينبغي تعقيم المياه المستخدمة للشرب والغسيل والطهي بواسطة الغليان، المعالجة بالكلور، معالجة المياه بالأوزون، التعقيم بالضوء فوق البنفسجي، أو الترشيح ضد البكتيريا، في أي منطقة قد يتواجد بها وباء الكوليرا. غالباما تكون المعالجة بالكلور والغليان أقل تكلفة وأكثر الوسائل فعالية لوقف انتقال العدوى. وعلى الرغم من بدائية فلتر القماش، إلا أنه أدى إلى انخفاض كبير في حدوث وباء الكوليرا، عند استخدامه في القرى الفقيرة في بنغلاديش التي تعتمد على المياه السطحية غير المعالجة. وتعد المرشحات المضادة للبكتيريا مثل تلك الموجودة في معدات التنزه ومعالجة المياه الفردية المتقدمة هي الأكثر فعالية. وتعتبر دراسة الصحة العامة والتقيد بالممارسات الصحية السليمة، ذات أهمية أساسية للمساعدة في منع ومكافحة انتقال الكوليرا والأمراض الأخرى.

ويتوافر في بعض البلدان لقاح لمرض كوليرا، ولكن لا يوصى الآن بالاستخدام الوقائي الروتيني من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية. وخلال السنوات الأخيرة، تم احراز تقدما ملموسا في تطوير لقاحات فموية جديدة لمكافحة وباء الكوليرا. وهناك لقاحان فمويان ضد الكوليرا، قد تم تقييمها بواسطة متطوعين من البلدان الصناعية ومن مناطق الكوليرا المتوطنة، وهما متوافران تجاريا في عدة بلدان: أحدهما يتكون من خلية مقتولة بالكامل لضمة الكوليرا (O1) في تركيبة مع وحيدات مأشوبة منقاة من ذيفان الكوليرا ولقاح فموي موهن حي، والذي يحتوي على سلالة ضمة الكوليرا O1 المعدلة وراثيا CVD 103 - HgR. مظهرضمة الكوليرا انعكس على الجهود المبذولة من أجل تطوير لقاح فعال وعملي، إذ أن كل اللقاحات المتوافرة حاليا غير فعالة ضد هذه السلالة. واللقاح الأحدث (اسم الألامة التجارية: Dukoral)، وهو لقاح فموي خلية كاملة معطلة، ويبدو أنه يوفر مناعة أفضل نوعا ما وينتج عنه عددا أقل من الآثار الضارة الناجمة عن اللقاحات المتوفرة سابقا. ويتوفر هذه اللقاح الآمن والفعال للاستخدام من قبل الأفراد والعاملين في المجال الصحي. ويجري العمل حاليا على التحقيق في دور التطعيم الجماعي. 

يسمح الترصد الحساس والإبلاغ السريع باحتواء وباء الكوليرا بسرعة. وقد تتواجد الكوليرا كمرض موسمي في كثير من البلدان المتوطنة، حيث يحدث سنويا غالبا خلال مواسم الأمطار. ويمكن لنظط الترصد أن توفر إنذارات مبكرة للتفشي، وبالتالي تؤدي إلى استجابة منسقة، والمساعدة في إعداد خطط التأهب. ويمكن أيضا لنظم الترصد الفعالة أن تحسن من تقييم المخاطر المحتملة لتفشي وباء الكوليرا. ويقدم فهم موسمية وموقع الانتشار التوجيه لتحسين أنشطة مكافحة الكوليرا لأكثر الفئات عرضة للمرض. هذا وسوف تساعد أيضا في وضع مؤشرات للاستخدام المناسب للقاح الكوليرا الفموي. 
قابلية الإصابة

تشير أحدث البحوث الوبائية إلى أن حساسية الفرد للتعرض لمرض الكوليرا (وغيرها من العدوى الاسهالية) تتأثر بنوع الدم: فالأكثر عرضة هم ذوي فصيلة الدم O، في حين أن الأكثر مقاومة للمرض هم ذوي فصيلة AB. وبين هذين النقيضين هناك أنواع الدم A و B، حيث أن فصيلة A أكثر مقاومة من فصيلة B. 

يجب استيعاب حوالي مليون بكتريا من ضمة الكوليرا للتسبب في وباء الكوليرا عند البالغين الأصحاء، ومع ذلك يلاحظ زيادة إمكانية التعرض في الأشخاص الذين لديهم نظام مناعة ضعيف، والأفراد المصابون بانخفاض حموضة المعدة (اعتبارا من استخدام مضادات الحموضة،) أو أولئك الذين يعانون من سوء التغذية.

كما تم الافتراض بأن الطفرة الجينية للتليف الكيسي قامت بالإبقاء على البشر بسبب وجود ميزة انتقائية : حاملات متغايرة الزيجوت للطفرة (الذين لا يتأثرو بالتليف الكيسي) أكثر مقاومة لعدوى ضمة الكوليرا. وفي هذا النموذج، يتداخل النقص الوراثي في بروتينات القناة المنظمة للتليف الكيسي transmembrane، مع البكتيريا الملزمة للظهارة المعوية، وبالتالي تقليل آثار العدوى.
الانتقال
رسم للموت من الكوليرا، في مجلة لو بيتي
يعاني المصابون بالكوليرا من الإسهال الحاد. هذا الإسهال ذا السيولة العالية، يشار إليه بالعامية باسم "براز ماء-الأرز"، وهو يحمل البكتيريا التي يمكن ان تصيب المياه المستخدمة من قبل أشخاص آخرين. وتنتقل الكوليرا من شخص إلى آخر عن طريق ابتلاع المياه الملوثة ببكتيريا الكوليرا، وعادة ما تكون من البراز أو غيرها من النفايات السائلة. وعادة ما يكون مصدر التلوث هو مرضى الكوليرا، حيث يتم السماح لمخرجات الإسهال بالوصول إلى مجاري المياه، أو إلى المياه الجوفية، أو إمدادات مياه الشرب. ويمكن للماء الملوث وأي أطعمة تم غسلها في الماء، وكذلك المحار الذي يعيش في الممر المائي المصاب، ان يسبب العدوى. ونادرا ما ينتشر وباء الكوليرا بشكل مباشر من شخص إلى آخر. تتواجد ضمة الكوليرا بشكل طبيعي في العوالق الحيوانية للماء العذب، قليل الملوحة، والمالح، حيث تعلق في المقام الأول في الهيكل الكيتيني الخارجي. وتوجد سلالات سامة وغير سامة. حيث تحصل السلالات غير السامة على سميتها من خلال الجراثيم المستذيب. وتفشى الكوليرا الساحلية عادة ما يتبع تفتح العوالق الحيوانية، مما يجعل الكوليرا مرضا حيواني المنشأ.
إمكانية مساهمة الإنسان في الانتقال

تصادف بكتيريا الكوليرا التي تنمو في المختبر صعوبة تتزايد بعد ذلك في البشر دون صقل إضافي لحمض المعدة. وفي دراسة أجريت عام 2002 في كلية الطب، جامعة تفتس، وُجد أن حموضة المعدة هي أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في انتشار الوباء. وفي النتائج التي توصلوا إليها، ووجد الباحثون أن استعمار الإنسان يخلق حالة عدوى بكتيرية مفرطة تبقى بعد الانتشار، والتي قد تسهم في انتشار الوبائي للمرض. وعند تخضع هذه العدوى البكتيرية المفرطة لعملية النسخ، وُجد أنها تنتج حالة فسيولوجية وسلوكية فريدة من نوعها، والتي اتسمت بمستويات عالية من التعبير عن الجينات اللازمة للاكتساب الغذائي والحركة، ومستويات التعبير المنخفض عن الجينات المطلوبة للانجذاب الكيميائي الجرثومي. وبالتالي، يمكن تعجيل انتشار الكوليرا عن طريق فسيولوجية المضيف.
التشخيص

يتم التشخيص السريري في الحالات الوبائبة عن طريق أخذ تاريخ الأعراض من المريض وعن طريق فحص مختصر فقط. وعادة ما يبدأ العلاج مع أو قبل المصادقة على التحليل المختبري للعينات.

وتعتبر عينات البراز والقطيلة التي يتم جمعها في المرحلة المزمنة من المرض، قبل إعطاء المضادات الحيوية، هي العينات الأكثر افادة للتشخيص المعملي. فإذا اشتبه في وجود وباء الكوليرا، فيكون العامل المسبب الرئيسي للمرض هو ضمة الكوليراO1. إذا كانت ضمة الكوليرا O1 المصلية ليست معزولة، ينبغي للمختبر اختبار ضمة الكوليرا O139 . ومع ذلك، إذا لم يكن أي من هذه الكائنات معزول، فمن الضروري أن ترسل عينات البراز إلى مختبر مرجعي. ينبغي الإبلاغ والتعامل مع الإصابة بفيروس ضمة الكوليرا O139 بالطريقة نفسها التي تسببها ضمة الكوليرا O1 . وينبغي الإشارة إلى داء الإسهال المرافق على أنه وباء الكوليرا، ويجب الإبلاغ عن حالة من حالات الكوليرا إلى السلطات المعنية بالصحة العامة. 

قد تم توظيف عددا من الوسائل الخاصة من أجل استنبات ضمة الكوليرا. وقد تم تصنيفهم على النحو التالي:
وسائل حمل المرض ونقله
مستنبت فينكاتارامان-راماكريشنان (VR) : هذا الوسط يحتوي 20 جرام مسحوق ملح البحر و5 جرام ببتون مذاب في 1 لتر من الماء المقطر.
مستنبت كاري وبلير : وهو وسيلة الحمل الأكثر استخداما. وهو محلول مصقول من كلوريد الصوديوم، ثيوجليكولات الصوديوم، ثنائي فوسفات الصوديوم، وكلوريد الكالسيوم عند أس هيدروجيني 8.4.
مياه البحر المعقمة
وسائل الخصوبة
ماء ببتون قلوي عند أس هيدروجيني 8.6
ماء ببتون تلوريت توروكولات مونسور عند أس هيدروجيني 9.2
وسائل التصفيح
آجار ملح الصفراء القلوي(BSA) : إن المستعمرات مشابهة جدا لتلك الموجودة في آجار المغذيات.
مستنبت آجار مونسور جيلاتين تاورو كولات تربتيكاز تلوريت(GTTA) : تنتج ضمة الكوليرا مستعمرات صغيرة شفافة مع مركز أسود رمادي.
مستنبتTCBS : هو المستنبت الأكثر استخداما. ويتضمن هذا المستنبت ثيوسولفات، سترات والأملاح الصفراوية والسكروز. وتنتج ضمة كوليرا مسطح 2-3 مم في القطر، مستعمرات أنوية صفراء.

لا يوصى بالفحص المجهري المباشر للبراز لأنه لا يمكن الاعتماد عليه. ولكنه يفضل فقط بعد الخصوبة، كما تكشف هذه العملية عن الحركة المميزة للضمات والتثبيط عن طريق الأمصال المضادة المناسبة. ويمكن تأكيد التشخيص وكذلك التنميط المصلي الذي قام بهالتراص بأمصال محددة.
الكيمياء الحيوية
صورة مجهرية الكترونية لضمة الكوليرا
معظم بكتيريا ضمة الكوليرا المتواجدة بالمياه الملوثة التي يستهلكها المضيف لا تنجو من الظروف شديدة الحامضية لمعدة الإنسان. وتحافظ البكتيريا القليلة التي تبقى على قيد الحياة على الطاقة والمواد الغذائية المخزنة خلال المرور عبر المعدة عن طريق وقف الكثير من إنتاج البروتين. فعندما تخرج البكتيريا الباقية على قيد الحياة من المعدة وتصل إلى المعى الدقيقة، تحتاج إلى دفع نفسها خلال المخاط السميك الذي يغطي المعى الدقيقة للوصول إلى جدار المعى حيث تستطيع النمو. وتبدأ بكتيريا ضمة الكوليرا في إنتاج بروتين الفلاجيلين الاسطواني الفارغ لصنع الجلد، وهو ذيل مجعد مثل السوط تتناوب على دفع أنفسهم خلال المخاط الذي يغطي المعى الدقيقة.

مجرد وصول بكتيريا الكوليرا إلى جدار المعى، فإنها لا تحتاج إلى دافع الآفة لتحرك نفسها. وتتوقف البكتيريا عن إنتاج بروتين فلاجيلين، وبالتالي مرة أخرى تحافظ على الطاقة والمواد الغذائية عن طريق تغيير مزيج البروتينات التي يتم تصنيعها في استجابة لتغير البيئة الكيميائية المحيطة. وبالوصول إلى جدار المعى، تبدأ ضمة الكوليرا إنتاج البروتينات السامة التي تعطي الشخص المصاب إسهال مائي. مما يحمل الأجيال الجديدة المضاعفة من بكتيريا ضمة الكوليرا للخروج إلى المياه الصالحة للشرب للمضيف التالي، إذا كانت التدابير الصحية السليمة ليست في مكانها.

قام علماء الأحياء المجهرية بدراسة الآليات الوراثية التي بها توقف بكتيريا ضمة الكوليرا إنتاج بعض البروتينات، وتفعل إنتاج بروتينات أخرى، إذ أنها تستجيب لسلسلة من البيئات الكيميائية التي يواجهونها، مرورا بالمعدة من خلال الطبقة المخاطية من المعى الدقيقة، وعلى جدار الأمعاء. وباهتمام خاص الآليات الجينية التي بها تقوم بكتيريا الكوليرا بتفعيل إنتاج السموم التي تتفاعل مع آليات الخلية المضيفة على ضخ أيوناتالكلوريد إلى المعى الدقيقة، وخلق الضغط الأيوني الذي يمنع أيونات الصوديوم من دخول الخلية. وتخلق أيونات كلوريد الصوديوم بيئة من المياه المالحة في الأمعاء الدقيقة التي يمكنها عن طريق التناضح سحب ما يصل إلى ستة لترات من الماء يوميا عن طريق خلق الخلايا المعوية لكميات هائلة من الإسهال. ويمكن أن يجف المضيف سريعا إذا لم يؤخذ خليط مناسب من مزج المياه المالحة والسكر ليحل محل الدم والماء والأملاح المفقودة في الإسهال.

بإضافة أقسام منفصلة متعاقبة من الحمض النووي لضمة الكوليرا إلى الحمض النووي لبكتيريا أخرى مثل لااشريكية القولونية التي بطبيعة الحال لا تنتج سموم البروتين، وقد حقق الباحثون في الآليات التي تستجيب بها ضمة الكوليرا للبيئات الكيميائية المتغيرة للمعدة، والطبقات المخاطية، وجدار المعى. وقد اكتشف الباحثون أن هناك سلسلة معقدة من البروتينات التنظيمية التي تتحكم في التعبير عن ضمة الكوليرا فوعة. وكاستجابة للبيئة الكيميائية لجدار المعى، تنتج بكتيريا ضمة الكوليرا بروتينات TcpP / TcpH، والتي تقوم جنبا إلى جنب مع بروتينات ToxR / ToxS، بتنشيط تعبير بروتين ToxT التنظيمي. ثم ينشط ToxT مباشرة التعبير عن الجينات الفوعة التي تنتج السموم التي تسبب الإسهال في الشخص المصاب، والتي تسمح بتوطن البكتيريا في المعى. كما تهدف الأبحاث الحالية لاكتشاف "الإشارة التي تجعل بكتيريا الكوليرا تتوقف عن السباحة وبداية الاستعمار (وهذا هو، الانضمام إلى خلايا) في المعى الدقيقة." 
التاريخ
المنشأ والانتشار

من المرجح وجود جذور الكوليرا والتوطن في شبه القارة الهندية، مع وجود نهر الغانج بمثابة خزان ملوث. وقد انتشر المرض من خلال طرق التجارة (البر والبحر) لروسيا، ثم إلى غرب أوروبا، ومن أوروبا إلى أمريكا الشمالية. ولم تعد تعتبر الكوليرا تهديدا ملحا للصحة في أوروبا وأمريكا الشمالية نظرا لترشيح وكلورة إمدادات المياه، ولكنه لا يزال يؤثر بشكل كبير على السكان في البلدان النامية.
1826-1816 - وباء الكوليرا الأول : كان محدودا في السابق، فقد بدأ الوباء في ولاية البنغال، ومن ثم انتشر في جميع أنحاء الهند بحلول 1820. وقد مات 10،000 فرد من القوات البريطانية وعدد لا يحصى من الهنود خلال هذا الوباء. كما توسع انتشار الوباء ليصل إلى الصين، اندونيسيا (حيث يوجد أكثر من 100،000 شخص مصابين في جزيرة جاوة وحدها)، وبحر قزوين قبل أن تنحسر. وقدرت حالات الوفاة في الهند بين عام 1817 و 1860 بأكثر من 15 مليون شخص. ولقى 23 مليون نسمة حتفهم بين عام 1865 وعام 1917. وقد تجوزت الوفيات الروسية خلال فترة زمنية مماثلة 2 مليون نسمة. 
1851-1829 - وباء الكوليرا الثاني الذي وصل إلى روسيا (انظر أعمال شغب الكوليرا)،

*المجر (حوالي 100،000 حالة وفاة)
*ألمانيا في عام 1831،
*لندن (أكثر من 55،000 شخصا لقوا حتفهم في المملكة المتحدة)  ،
*وباريس في 1832.
*وقد اصاب المرض في لندن 6،536 ضحية، وأصبحت تعرف باسم "كينج كوليرا"،

أما في باريس، فقد مات 20،000 (من أصل عدد السكان 650،000) وحوالي 100،000 حالة وفاة في كل أنحاء فرنسا. وقد وصل الوباء إلى كيبيك، اونتاريو، ونيويورك في السنة نفسها، وساحل المحيط الهادئ في أمريكا الشمالية بحلول عام 1834. وفي عام 1831 تسبب وباء الكوليرا بمقتل 150،000 شخص في مصر. وفي عام 1846، انتشر الكوليرا في مكة المكرمة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 15،000 شخص. كما أندلع تفشي لمدة عامين في انكلترا وويلز في عام 1848 حيث أودى بحياة 52،000. 
1849 - التفشي الثاني في باريس. وعانت لندن من اسوأ تفشي في تاريخها، حيث حصد المرض 14.137 روح، أي أكثر من ضعف العدد الذي لقى حتفه في 1832. كما أنتشرت الكوليرا في أيرلندا في عام 1849، حيث قتل العديد من الناجين من المجاعة الأيرلندية الذين ضعفوا بالفعل من الجوع والحمى. وقد حصد وباء الكوليرا 5،308 شخص يعيش في مدينة ليفربول، انكلترا، و 1،834 شخص في هال، انكلترا. وقد أودى تفشي هذا المرض في أمريكا الشمالية بحياة الرئيس الامريكى السابق جيمس بولك. كما أنتشرت الكوليرا التي يعتقد انها جاءت من سفن إنجلترا في جميع أنحاء منظومة نهر المسيسيبي مما أسفر عن مقتل أكثر من 4،500 شخص في سانت لويس ، وأكثر من 3،000 شخص في نيو اورليانز ، فضلا عن الآلاف في نيويورك. وقد كان هناك هجوم مماثل في المكسيك.  وقد اتشر مرض الكوليرا في عام 1849 على طول ولاية كاليفورنيا، مورمون وأوريغون تريل، كما يُعتقد أن6،000 إلى 12،000   شخص قد لقوا حتفهم وهم في طريقهم إلى حمى البحث عن الذهب في كاليفورنيا، يوتا وأوريغون خلال سنوات الكوليرا من 1849-1855.

كما يعتقد أن أكثر من 150،000 أمريكي قد لقوا مصرعهم خلال اثنين من الأوبئة بين 1832 و 1849.




1860-1852 - وباء الكوليرا الثالث والذي أثر بشكل رئيسي على روسيا، مع ما يزيد على مليون حالة وفاة. وقد انتشر وباء الكوليرا شرقا في عام 1852، في اندونيسيا، ولاحقا الصين واليابان في عام 1854. وقد انتشرت العدوى في الفلبين في عام 1858 وفي كوريا الجنوبية في عام 1859.

وفي عام 1859، تفشى المرض مرة أخرى في ولاية البنغال مما أدى إلى انتقال المرض إلى إيران، العراق، السعودية وروسيا. 
1854 -
انتشرت الكوليرا في شيكاغو مما أودى بحياة 5.5 ٪ من السكان (حوالي 3،500 نسمة). وفي 1853-4،
حصد الوباء حياة 10،738 شخص في لندن.

وقد انتهى تفشي سوهو في لندن بعد إزالة مقبض مضخة شارع بورد من قبل اللجنة المستحثة لاتخاذ إجراءات بواسطة جون سنو.  حيث ثبت أن المياه الملوثة (على الرغم من أنه لم يحدد هذه الملوثات) كانت العامل الرئيسي لانتشار الكوليرا. الامر الذي استغرق 50 عاما تقريبا لوصول هذه الرسالة والتصرف حيالها. فبناء وصيانة نظام مياه صالحة للشرب، كان ولا زال ليس رخيصا، ولكن ضروري للغاية.

1875-1863 - وباء الكوليرا الرابع والذي انتشر معظمه في أوروبا وأفريقيا. فوقع ما لا يقل عن 30،000 من 90،000 حاج بمكة المكرمة ضحية لهذا المرض.

كما حصدت الكوليرا حياة 90،000 شخص في روسيا عام 1866.
ويقدر أن وباء الكوليرا الذي انتشر مع الحرب البروسية النمساوية (1866) قد قتل 165،000 شخص في الإمبراطورية النمساوية. كما خسرت المجر وبلجيكا 30،000 شخص،

ولقى 20000 شخص في هولندا حتفهم. في عام 1867، خسرت إيطاليا 113،000 شخص. 
تفشي وباء الكوليرا في هامبورغ بألمانيا عام 1892، في جناح مستشفى
تفشي وباء كوليرا في مدينة هامبورج عام 1892، فريق التطهير

1866 - تفشي في أمريكا الشمالية. والذي قتل حوالي 50،000 اميركي. وفي لندن، حصد وباء محلي في النهاية الشرقية 5،596 حياة في الوقت الذي كانت لندن على وشك الانتهاء من مياه الصرف الصحي الرئيسية وأنظمة معالجة المياه، ولكنها لم تكن قد اكتملت تماما في النهاية الشرقية. قام وليام فار، باستخدام أعمال "جون سنو وآخرون" والتي أقرت أن تلوث مياه الشرب هو المصدر المحتمل للمرض، قام بالتعرف بسرعة نسبية على شركة مياه شرق لندن بأنها مصدر المياه الملوثة. حيث حالت الإجراءات السريعة دون المزيد من الوفيات. كما حدث تفشي طفيفة في ستاليفيرا في جنوب ويلز. حيث نجم عن أعمال المياه المحلية باستخدام مياه القناة الملوثة، وقد عانى العمال وعائلاتهم بشكل أساسي، وتوفى 119 شخصا. وفي نفس العام قتل أكثر من 21،000 شخصا في أمستردام، هولندا.
1896-1881 - وباء الكوليرا الخامس، وفقا لصحيفة وول دكتور A.J، فقد حصد وباء 1883-1887 حوالي 250،000 حياة في أوروبا وما لا يقل عن 50،000 في الأمريكتين. كما حصدت الكوليرا حياة 267.890 شخص في روسيا (1892)؛ و120،000 شخص في إسبانيا؛ و90،000 في اليابان و60،000 في بلاد فارس. كما أودى بحياة أكثر من 58.000 شخص في مصر. وقد قتل تفشي عام 1892 في هامبورغ، ألمانيا 8،600 شخص. وعلى الرغم من تحميلها مسؤولية خبث هذا الوباء، فلم تتغير حكومة المدينة إلى حد كبير. ويعد هذا الوباء آخر تفشي خطير في أوروبا.
1923-1899 - وباء الكوليرا السادس لم يكن له أثر يذكر في أوروبا، بسبب التقدم في مجال الصحة العامة، ولكن كبرى المدن الروسية (أكثر من 500،000 شخص ماتوا من الكوليرا خلال الربع الأول من القرن العشرين) وقد تضررت الدولة العثمانية بشكل خاص من وفيات الكوليرا. في 1902-1904 حصد وباء الكوليرا حياة 200،000 يعيش في الفلبين.  وتم تسجيل 27 وباء خلال الحج فيمكة المكرمة في الفترة من القرن التاسع عشر إلى عام 1930، وقد توفي أكثر من 20،000 من الحجاج نتيجة اصابتهم بالكوليرا خلال الحج 1907-08.  وقد قتل الوباءالسادس أكثر من 800،000 فيالهند. كما حدث التفشي الأخير في الولايات المتحدة في 1910-1911 عندما جلبت باخرة "مولتك" أشخاص مصابين إلى مدينة نيويورك. حيث عزلت السلطات الصحية اليقظة المصابين على جزيرة سوينبرن. وقد لقي أحد عشر شخصا مصرعهم، بما في ذلك عامل الرعاية الصحية في جزيرة سوينبرن. 
1961-1970 - وباء الكوليرا السابع بدأ في اندونيسيا، وقد سمي الطور على اسم السلالة، ووصل إلى بنغلاديش في عام 1963،
والهند في عام 1964،
والاتحاد السوفياتي في عام 1966.
وانتقل من شمال أفريقيا لينتشر في إيطاليا بحلول عام 1973. 

وفي أواخر السبعينيات، كانت هناك انتشارات ضئيلة في اليابان ومنطقة جنوب المحيط الهادئ. وكانت هناك أيضا تقارير عديدة عن تفشي وباء الكوليرا قرب باكو في عام 1972، ولكن تم قمع المعلومات حول هذا الموضوع في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
يناير 1991 - سبتمبر 1994 - ظهر تفشي في أمريكا الجنوبية، على ما يبدو عندما بدأت سفينة تفريغها مياه الثقل. وبدأت في بيرو حيث كان هناك 1.04 مليون حالة مصابة وحوالي 10،000 حالة وفاة. وكان العامل المسبب هو O1، سلالة الطور، مع وجود فوارق صغيرة عن سلالة الوباء السابع. وفي عام 1992 ظهرت سلالة جديدة في آسيا، وهي غير O1، ضمة غير رصوصية (NAG) سميت ب O139 بنغال. حيث تم اكتشافها في تاميل نادو، بالهند وقد حلت محل سلالة الطور لفترة من الوقت في جنوب شرق آسيا قبل أن تنخفض معدلات الانتشار في عام 1995 إلى حوالي 10 ٪ من جميع الحالات. وهي تعتبر وسطية بين سلالة الطور والسلالة القديمة وقد تحدث في الزمرة المصلية الجديدة. وهناك أدلة على نشوء مقاومة واسعة الطيف لعقاقير مثل تريميثوبريم، سلفاميثوكسازولوالستربتومايسين.
التفشيات الحديثة والحالية

في عام 2000، تم اشعار حوالي 140،000 حالة من حالات الكوليرا رسميا إلى منظمة الصحة العالمية. وتمثل أفريقيا 87 ٪ من هذه الحالات. 
يوليو - ديسمبر 2007 - نقص مياه الشرب النقية في العراق أدى إلى انتشار وباء كوليرا.  واعتبارا من 2 ديسمبر 2007، أبلغت الأمم المتحدة عن 22 حالة وفاة و 4،569 حالة مؤكدة مختبريا. 
أغسطس 2007، بدأ وباء الكوليرا في ولاية أوريسا، الهند. وقد أثر الانتشار على مناطق راياجادا، كورابوت وكالاهاندي حيث تم نقل أكثر من 2،000 شخص إلى المستشفيات. 
أغسطس - أكتوبر 2008، اعتبارا من 29 أكتوبر 2008، تم تأكيد ما مجموعه 644 حالة مؤكدة مختبريا للكوليرا، بما في ذلك موت ثمانية أشخاص، في العراق. 
مارس - أبريل 2008، تم نقل 2،490 شخص من 20 محافظة في جميع أنحاء فيتنام إلى المستشفى حيث اصيبوا باسهال حاد. منهم 377 مريض أثبتت الفحوص اصابتهم بالكوليرا. 
نوفمبر 2008، أعلنت أطباء بلا حدود عن تفشى في مخيم للاجئين في جمهورية الكونغو الديمقراطية شرق العاصمة الإقليمية غوما. وقد أفيد علاج حوالي 45 حالة بين 7 و9 نوفمبر.

2008 Zimbabwean cholera outbreak WHO daily updates
29 March 2009 to 16 April 2009[52][53]
DateNew casesDeathsDateNew casesDeaths
29 March 2009 242 15 8 April 2009 130 3
30 March 2009 92 2 9 April 2009 137 0
31 March 2009 76 3 10 April 2009 81 2
1 April 2009 259 7 11 April 2009 84 6
2 April 2009 166 10 12 April 2009 73 1
3 April 2009 44 0 13 April 2009 78 1
4 April 2009 132 1 14 April 2009 363 30
5 April 2009 19 6 15 April 2009 115 9
6 April 2009 536 7 16 April 2009 314 10
7 April 2009 182 13 
Total 1748 64 (CFR = 3.66%) Total 1375 62 (CFR=4.51%)

أغسطس 2008 - أبريل 2009: في تفشي وباء الكوليرا في زيمبابوي 2008، والذي لا يزال مستمرا، قدر عدد المصابين بالكوليرا أكثر من 96591 شخص، وبحلول 16 نيسان/إبريل 2009 تم الإبلاغ عن 4201 حالة وفاة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، خلال الأسبوع الممتد من 22-28 مارس 2009، "انخفضت نسبة الإماتة الأولية(CFR)" من 4.2 ٪ إلى 3.7 ٪. وقد قدمت التحديثات اليومية خلال الفترة من 29 مارس 2009 إلى 7 أبريل 2009 قائمة ب 1748 حالة اصابة و 64 حالة وفاة، مما يعطي معدل إماتة الحالات الأسبوعية 3.66 ٪ (انظر الجدول أعلاه)؛ ولكن، للفترة من 8 أبريل - 16 أبريل قائمة ب 1375 حالة جديدة و 62 حالة وفاة (معدل إماتة الحالات: 4.5 ٪). وظلت نسبة الوفاة بين الحالات المذكورة أعلاه 4.7 ٪ بالنسبة لمعظم شهر يناير ومطلع فبراير 2009. 
في يناير 2009 - أكدت مقاطعة مبومالانجا في جنوب أفريقيا أكثر من 381 حالة جديدة من حالات الكوليرا، ليصل بذلك إجمالي عدد الحالات المعالجة منذ نوفمبر 2008 إلى 2276. وقد لقى 19 شخصا حتفهم في الإقليم منذ التفشي. 
التنوع الجيني الوبائي

تعدد أشكال امتداد الشظية المضخم (AFLP) الذي أخذ البصمات للوباء المعزول من ضمة الكوليرا قد كشف عن تباين في التركيبة الجينية. وقد تم تحديد مجموعتان: المجموعة الأولى والمجموعة الثانية. بالنسبة للجزء الأكبر تتألف المجموعة الأولى من سلالات من الستينيات والسبعينيات، في حين أن المجموعة الثانية تحتوي بشكل كبير على سلالات من الثمانينات والتعينيات، استنادا إلى تغيير في هيكل الاستنساخ. ويرى هذا التجمع من السلالات بأفضل صورة في سلالات القارة الأفريقية. 
أشهر الضحايا

الرثاء الموجود في السيمفونية الأخيرة لتشايكوفسكي:
(c. 1840-1893) جعل الناس يعتقدوا أن لتشايكوفسكي كان لديه احساس بالموت. وقد لاحظ أحد المراقبين أنه بعد أسبوع من العرض الأول للسيمفونية السادسة مات تشايكوفسكي - 6 تشرين الثاني/نوفمبر 1893. وكان يشتبه أن سبب هذه الوعكة وألم المعدة أنه تعمد اصابة نفسه بوباء الكوليرا عن طريق مياه الشرب الملوثة. وقبل يوم واحد، في حين تناول الغداء مع موديست (شقيقه وكاتب السيرة الذاتية)، يقال انه قد دفق مياه الصنبور من إبريق إلى كوبه، وابتلع جرعات قليلة. وفي حين أن المياه لم تكن تغلي، فإن الكوليرا هاجت مرة أخرى في سان بطرسبورغ، وقد كانت هذه العلاقة معقولة تماما...". 

من المشاهير الذين يعتقد أنهم قد لقوا حتفهم من الكوليرا هم:
إنيسا أرماند، عشيقة لينين ووالدة نجله "اندريه".
القاضي دانييل ستانتون بيكون، حمو جورج ارمسترونغ كستر
دانيال مورغان بون، مؤسس كانساس سيتي بولاية ميسوري، وهو ابن دانييل بون
جورج برادشو
نيكولا ليونارد سادي كارنو
شارل العاشر من فرنسا
خوان دي فيراميندي، الحاكم المكسيكي لولاية تكساس، حمو جيم باوي
هنري لويس فيفيان ديروسيو، الشاعر والمعلم الأوراسي البرتغالية. الذي أقام في الهند.
جون بليك ديلون
ألكسندر دوما الأب، الكاتب الفرنسي لرواية الفرسان الثلاثة والكونت دي مونتي كريستو، عانى أيضا من وباء الكوليرا في باريس 1832 وكان على وشك الموت، قبل أن يكتب هذه الروايات.
ماري أبيجال فيلمور، ابنة الرئيس الاميركي ميلارد فيلمور
جون فولدز الملحن البريطاني
إليوت فروست، ابن الشاعر الأميركي روبرت فروست 
تيموثي فولر، ماساشوستس الكونغرس والد مارغريت فولر
وليم غودوين، والد ماري شيلي
الميجور جنرال ادوارد اليد، القائد العام للجيش القاري، وعضو الكونجرس
أندو هيروشيغه، فنان (أوكييو-إه) والطباعة الخشبية.
جورج فيلهلم فريدريش هيجل
إليزابيث جاكسون، والدة الرئيس الأمريكي أندرو جاكسون
روتكا لاسكير (البولندية آنا فرانك)
آدم ميكيفيتش
جيمس كلارنس مانجان
محمد علي ميرزا، شاه بلاد فارس
الدوق الكبير قسطنطين باولوبج من روسيا
جيمس بولك، الرئيس الحادي عشر للولايات المتحدة
هونينبو شوساكو، لاعب الجو الشهير.
صموئيل شارل ستو، ابن هارييت بيتشر ستو
بيتر إليتش تشايكوفسكي، مؤلف كسارة البندق وافتتاحية 1812، رغم أن بعض المؤرخين يقولون انه تعمد إصابة نفسه.
كارل فون كلاوزفيتز
آوغوست فون جنيسينو
ويليام جنكينز وورث
خوسيه دي يوريا، العالم المكسيكي، المشارك في ثورة ولاية تكساس والحرب المكسيكية الأمريكية
بيدرو الخامس، ملك البرتغال
البحث العلمي

قام عالم البكتيريا الروسي المولد فالديمار هافكاين بتطوير أول لقاح للكوليرا حوالي عام 1900. وقد تم فصل الجرثوم قبل ثلاثين عاما (1855) من قبل عالم التشريح الإيطالي فيليبو باتشيني، ولكن لم تكن طبيعته ونتائجه معروفة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم. كما كانت مساهمة الطبيب ورائد علم الطب جون سنو (1813-1858) واحدة من أكبر المساهمات في مكافحة الكوليرا، الذي وجدوا علاقة بين الكوليرا ومياه الشرب الملوثة في عام 1854. حيث اقترح الدكتور سنو الأصل الميكروبي لوباء الكوليرا في عام 1849 واقترح نقده الرئيسي في 1855 نموذجا كاملا وصحيحا إلى حد كبير بالنسبة للعوامل المسببة للمرض. وقد قدم دراستان في مجال الأوبئة حيث كان قادرا على أن يثبت أن تلويث الإنسان لمياه الصرف الصحي هو أكثر احتمالات نقل المرض في اثنين من الأوبئة الرئيسية في لندن في عام 1854. ولم يتم قبول نموذجه على الفور، بل كان ينظر إليه على أنه مقبول بالنسبة للميكروبيولوجيا الطبية المتطورة على مدى السنوات الثلاثين التالية. وقد تمت استثمارات ضخمة في إمدادات المياه النظيفة، وكذلك البنية التحتية لمعالجة فصل مياه الصرف الصحي بين منتصف الثمانينات والتسعينات والذي قضى على خطر وباء الكوليرا في المدن المتقدمة الرئيسية في العالم. وبعد 30 عاما، حدد روبرت كوخ، ضمة الكوليرا تحت المجهر بأنها العصية المسببة للمرض في عام 1885. قد كانت الكوليرا مختبرا لدراسة تطور الفوعة. وقد تم تقسيم إقليم البنغال في الهند البريطانية إلى ولاية البنغال الغربية وباكستان الشرقية في عام 1947. فقبل التقسيم، كان بكلا المنطقتين مسببات كوليرا بخصائص مماثلة. وبعد عام 1947، أحرزت الهند المزيد من التقدم في مجال الصحة العامة أكثر منها في باكستان الشرقية (بنغلاديش حاليا). ونتيجة لذلك، فسلالات المسبب التي نجحت في الهند، كان لديها حافز أكبر في طول العمر للمضيف وكانت أقل ضراوة من تلك السلالات السائدة في بنغلاديش، والتي اعتمدت بشكل غير حساس على موارد من سكان البلد المضيف، وبالتالي أسفر عن مقتل العديد من الضحايا سريعا.

وفي الآونة الأخيرة، في عام 2002 قام "ألام وآخرون" بدراسة عينات براز من المرضى في المركز الدولي لأمراض الإسهال (ICDDR) في دكا عاصمة بنغلاديش. وقد وجد الباحثون من مختلف التجارب التي قاموا بها، وجود علاقة بين مرور ضمة الكوليرا عن طريق الجهاز الهضمي للإنسان وازدياد حالة العدوى. وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون ان الجرثوم يخلق حالة مفرطة من العدوى حيث الجينات التي تتحكم في التخليق الحيوي للأحماض الأمينية، نظم امتصاص الحديد، وتشكيل مختزلة النترات المحيطة بالحبلة، كل هذا يتم حثه قبل التغوط. وتسمح هذه الخصائص المستحثة لضمات الكوليرا بالبقاء في براز ماء الأرز، وبيئة محدودة من الاوكسجين والحديد، ومرضى يعانون من مرض كوليرا. 
تقرير تاريخي خاطئ

هناك بخرافة تنص على أن 90،000 شخص قتلوا في شيكاغو من الكوليرا وحمى التيفوئيد في عام 1885، ولكن هذه القصة ليس لها أساس واقعي.  في عام 1885، كانت هناك عواصف ممطرة غزيرة التي قامت بدفع نهر شيكاغو والملوثات المصاحبة إلى بحيرة ميشيغان بعيدا بما فيه الكفاية مما لوث إمدادات مياه المدينة. ومع ذلك، بسبب وباء كوليرا لم يكن موجودا في المدينة، لم تكن هناك وباء كوليرا الوفيات ذات الصلة، على الرغم من أن الحادث تسبب في المدينة لتصبح أكثر جدية في معالجة مياه الصرف الصحي.
الكوليرا الصيفية

تم استخدام مصطلح الكوليرا الصيفية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لوصف كل من الكوليرا غير الولائية وغيرها من الأمراض المعدية المعوية (الوبائية في بعض الأحيان) التي تشبه الكوليرا. وهذ المصطلح ليس قيد الاستخدام حاليا، ولكنه وجد في العديد من المراجع القديمة. وحاليا تعرف الأمراض الأخرى إجمالا باسم التهاب المعدة والمعى.
معلومات تاريخية أخرى

في الماضي، علق المسافرون بالسفن علم أصفر يدل على الحجر الصحي في حالة إذا عانى واحد أو أكثر من أعضاء الطاقم من مرض كوليرا. حيث لم يسمح لهذه الزوارق بالنزول في أي ميناء لفترة طويلة، عادة من 30 إلى 40 يوما. . أما في اعلام البحرية الدولية الحديثة فعلم الحجر الصحي هو الأصفر والأسود.