الخميس، 15 يوليو 2021

الخديوي إسماعيل وحكم مصر من (١٨٦٣- ١٨٧٩م)

 

الخديوي إسماعيل  (١٨٦٣- ١٨٧٩م)

· نجل إبراهيم باشا بن محمد علي، وأول من غير لقبه من والي إلى خديوي، ويعتبر محمد علي رقم (٢) لإدخاله مظاهر الحضارة الأوروبية إلى مصر.

· من مواليد ١٢ يناير ١٨٣٠، في قصر المسافرخانة بالقاهرة.

· تعلم في المدرسة الخصوصية التي أنشأها جده في القصر العيني لتربية الأمراء، فتلقى مبادئ العلوم واللغات العربية والتركية والفارسية، وقدر نذير من الرياضيات والطبيعيات.

· أصيب برمد في عينه وهو في الرابعة عشرة من عمره، فاستدعاه والده إلى الشام، حيث مقره، ثم أرسله إلى فيينا (عاصمة النمسا) ليعالج فيها، وليكمل تعليمه، ويتربى تربية أوروبية، وقضى عامين فيها.

· أمر جده محمد علي بانتقاله إلى المدرسة المصرية بباريس ضمن البعثة المصرية الخاصة (١٨٤٤)، فانضم إلى تلاميذها، وكان من بينهم شقيقه الأمير أحمد رفعت، والأميران عبد الحليم وحسين نجلي محمد علي، ونخبة من الشبان الذين تبوأوا مناصب الدولة فيما بعد مثل: شريف باشا، وعلي مبارك، مراد بك وغيرهم.

· لم يستمر في المدرسة الحربية المصرية أكثر من ثلاث سنوات، ثم استكمل دراسته بعدها في كلية سان سير الحربية بباريس عام ١٨٤٨.

· قام بدراسات حرة عن العمارة والتخطيط بكلية الفنون الجميلة بباريس، ولذلك برع في فن التخطيط والرسم، وهو ما أدى إلى شغفه فيما بعد بتنظيم الشوارع وزخرفة البناء، فقد بهرته باريس بجمالها وروعتها، مما حدا به بعد أن تولى الحكم أن يجعل القاهرة “باريسًا ثانية”.

· عاد إسماعيل إلى مصر أثناء تولى والده حكم مصر، وعقب وفاته خلفه في الحكم عباس حلمي الأول، الذي كان يحمل حقدًا وكراهية لعمه، مما انعكس أثره على معاملته لأبناء إبراهيم.

· أدار أطيانه الشاسعة في الصعيد، وكان يزرعها قصبًا، فعمل على تحسين إنتاجها وكان يقوم ببيع محاصيلها بنفسه.

· عقب وفاة محمد علي باشا توترت العلاقات بين عباس الأول وبقية الأمراء على تقسيم ميراث الباشا، لذلك ذهب إسماعيل وبعض الأمراء إلى الآستانة للمطالبة بتدخل السلطان العثماني، الذي أمر بتسوية الخلاف بينهم، وساعد على ذلك صدور فتوى من الأزهر بالقاهرة بحق الأمراء في الحصول على حقوقهم، فعادوا للقطر المصري جميعًا ما عدا إسماعيل.

· عينه السلطان العثماني عبد المجيد (١٨٣٩-١٨٦١م) عضوًا بمجلس أحكام الدولة العثمانية، وأنعم عليه بالباشاوية، ولم يعد إلى مصر إلا بعد مصرع عباس الأول وفي أثناء حكم محمد سعيد.
· بعد عودته من الآستانة كان محل عطف وترحيب من عمه سعيد باشا، فعهد إليه برئاسة مجلس الأحكام، وهو أكبر هيئة قضائية في البلاد.

· أوفده سعيد باشا في مهمات سياسية عام ١٨٥٥ لدى الإمبراطور نابليون الثالث، كما أوفده لمقابلة بابا الفاتيكان، فالسلطان العثماني.

· كان شقيقه الأكبر الأمير أحمد رفعت هو وارث العرش بعد سعيد باشا، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ لقي شقيقه مصرعه في حادث قطار عند كفر الزيات وغرق في النيل عام ١٨٥٨، فأصبح إسماعيل وليًا للعهد بحكم نظام الوراثة القديم.

· كان نائبًا لسعيد باشا في مصر أثناء سفر للسودان ١٨٥٦، وسوريا ١٨٥٩، والحجاز والآستانة ١٨٦١.

· عينه سعيد باشا سردارًا للجيش المصري، وعهد إليه قمع فتنة بعض القبائل في السودان عام ١٨٦١، فذهب على رأس أربعة آلاف مقاتل وتمكن من إخمادها.

حريمه وأبناؤه

· كان له أربع عشرة من الزوجات الشرعيات والسراري، أنجب منهن ستة عشر ابنًا وابنه منهن: فريال هانم: التي رزق منها بالأمير أحمد فؤاد (الملك فؤاد فيما بعد) (١٨٦٨-١٩٣٦)، وشفق نور هانم التي أنجب منها توفيق (الخديوي فيما بعد) (١٨٥٢-١٨٩٢)،  ونور ملك هانم: والدة الأمير حسين كامل (السلطان فيما بعد) (١٨٥٣-١٩١٧).

ديون إسماعيل

· أدت قيام الحرب الأهلية الأمريكية (١٨٦١-١٨٦٥) إلى انقطاع القطن الأمريكي عن السوق العالمي، فاشتد الطلب على القطن المصري، فارتفعت أسعاره وشهدت مصر رخاء اقتصادي لم يسبق له مثيل، فأخذ إسماعيل يعمل على تنفيذ مشروعاته، وكان يتوهم أن هذه الحرب سوف تستمر طويلاً،  فعقد قرضًا كبيرًا، ولكن الحرب توقفت فجأة عام ١٨٦٥، فوقعت الحكومة في مأزق مالي، فأخذت تعقد القروض المتتالية بشروط مجحفة، حتى عجزت عن الوفاء بدينها.

· استخدم إسماعيل جزء من هذه القروض التي حصل عليها في تمويل أسفاره للآستانة، للحصول على امتيازات تحقق استقلاله الذاتي عن السلطان، والتغلب على قيود معاهدة لندن ١٨٤٠، فقام برشوة السلطان العثماني ووزراءه وكبار رجال الدولة والسياسيين والصحفيين، وقام بزيادة مقدار الجزية السنوية التي يحصل عليها السلطان العثماني، وحصل في مقابل ذلك على ثلاث فرمانات (١٨٦٦ و١٨٦٧ و١٨٧٣م) كان أخرها يشتمل على الامتيازات الممنوحة في الأول والثاني، وهو أهم وثيقة سياسية بعد معاهدة لندن، فبموجبه نظمت الوراثة، فأصبحت تنتقل من الأب للابن، وحصل إسماعيل على لقب خديوي، وسمح له بزيادة عدد جيشه، وحقه في عقد القروض والمعاهدات مع الدول بدون قيود، وغير ذلك من الشروط لصالح مصر.
· فتح إسماعيل أبواب مصر على مصراعيها للتدخل الأجنبي بعد أن اندمج في تيار الاستدانة، ومكن الأوروبيين من السيطرة على مرافقها، وكانت أوروبا نفسها تشجع إسماعيل على سياسة الإقراض، كما أن قناة السويس كانت مطمعًا للدول الاستعمارية للتدخل في شئون مصر.

· استخدم إسماعيل بعض القروض التي حصل عليها في تعديل اتفاقيات قناة السويس وتعويضاتها، إذ اجتهد في تغيير شروط امتياز القناة عقب توليه الحكم، مما أدى إلى قيام نزاع مع شركة القناة، وقبول تحكيم نابليون الثالث إمبراطور فرنسا، وبمقتضاه دفع للشركة تعويضًا قدره ٨٤ مليون فرنك، بالإضافة إلى بذخه في حفلة افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩، حيث قدرت النفقات بمبلغ ١٦ مليون جنيه، إلى جانب نفقات اشتراك الجيش في معارك تركيا (عسير-  كريت-  البلقان)، ونفقات ضم أقاليم جديدة للسودان، والحرب مع الحبشة، وأخيرًا -كما سبق أن أوضحنا-  الحصول على حقوق جديدة للوالي، وتغيير نظام وراثة الحكم، وكذلك أعباء إبعاد المتنافسين على الحكم وفقًا للنظام القديم.

· من الإنصاف أن نذكر أن الخديوي أنفق أغلب هذه القروض على برنامجه الإصلاحي في مصر والنهوض بها في شتى الميادين.

· لمواجهة هذا الإنفاق عقد إسماعيل ثمانية قروض خارجية عرفت بالدين الثابت خلال الفترة من ١٨٦٤ إلى ١٨٧٨، ضمت أطيان الدائرة السنية ثلاثة منها، وأصدر سندات الخزانة المسماة بالدين السائر.

· أجبر اهتزاز الوضع الاقتصادي في مصر إسماعيل على بيع أسهم مصر في قناة السويس لإنجلترا (١٨٧٥)، وحضور بعثة كيف الإنجليزية في العام نفسه (بناءً على طلب إسماعيل)، والتي اقترحت توحيد الدين وإنشاء المراقبة الثنائية من إنجليزي وفرنسي.

· في عام ١٨٧٦ بلغ دين إسماعيل مائة مليـون من الجنيهات، منها ٦٨ مليـون جنيه ديـن ثابــت، و٣٢ مليون جنيه دين سائر، فنضبت موارد البلاد حتى أصبحت لا تفي بأمس حاجة الإدارة، فأصدر إسماعيل أمرًا في إبريل ١٨٧٦ بالتوقف عن دفع الديون لمدة ثلاثة شهور، وهو ما يعني الإفلاس، وتبع ذلك إنشاء صندوق الدين في مايو ١٨٧٦، وتقرر دمج دين الحكومة ودين الدائرة السنية في الدين الموحد، وإلغاء قانون المقابلة -الذي فرض عام ١٨٧١- وبموجبه كان ملاك الأراضي يدفعون الضرائب على أطيانهم لمدة ست سنوات مقدمًا، علاوة على الضرائب مقابل إعفاء أراضيهم من نصف المربوط عليها.

· قرر الخديوي إسماعيل إخراج دين الدائرة السنية والقروض القصيرة الأجل من الدين الموحد وتقسيمه إلى دين ممتاز ودين موحد، وإعادة المقابلة مرة أخرى، وفرض المراقبة الثنائية بأمر صدر في نوفمبر ١٨٧٦ بتعيين إنجليزي يشرف على الإيرادات وفرنسي يشرف على المصروفات.

· اضطر الخديوي إسماعيل إلى إصدار أمرًا في مارس ١٨٧٨، تحت ضغط الدول بتشكيل لجنة برئاسة ديليسبس ووكيلها ريفرس ويلسون، التي اقترحت إعلان الإفلاس وإلغاء المقابلة، وتشكيل لجنة تصفية، وتنازل إسماعيل عن أطيانه وأطيان أسرته.

· ضغطت إنجلترا وفرنسا على إسماعيل، لتأليف وزارة برئاسة نوبار باشا على أن يكون وزير المالية إنجليزي ووزير الأشغال فرنسي ليحلا محل المراقبة الثنائية.
· رأت وزارة نوبار من باب الاقتصاد إحالة ٢٥٠٠ ضابط للاستيداع (المعاش)، بعد أن عجزت عن دفع مرتباتهم مدة (٢٠) شهرًا، فهاج الضباط وقاموا بمظاهرة كبرى في ١٨ فبراير ١٨٧٩ أمام وزارة المالية، وحاصروا نوبار وويلسون (وزير المالية) واعتدوا عليهما حتى جاء الخديوي إسماعيل بنفسه، وقام بفض المظاهرة. ويقول نوبار في مذكراته أن إسماعيل كان وراء ثورة الضباط ليتخلص من الوزارة الأوروبية، وهو ما حدث بالفعل، حيث عزل إسماعيل نوبار، وعين ابنه توفيق رئيسًا للوزارة.
· ظل الوزيران الأجنبيان في وزارة توفيق، وأصبحت لهما الكلمة العليا، وأصبح لهما حق الاعتراض على قرارات مجلس الوزراء التي لا تنفذ إلا بعد موافقتهما. كما أن وزير المالية الإنجليزي وضع لائحة تتضمن مشروع تسوية مالية تجعل مصر في حالة عجز عن سداد ديونها، أي بقاء الرقابة الأجنبية وبقاء الوزارة المختلطة.
· ساد التذمر البلاد، واجتمع النواب والأعيان والعلماء والتجار على هيئة “جمعية وطنية” ووضعوا مشروع لائحة وطنية تتضمن مشروع تسوية مالية، عارضوا به مشروع الوزير الإنجليزي، وطالبوا بإبقاء قانون المقابلة، وتأكيد قدرة الحكومة على الدفع، وتأليف وزارة وطنية تكون مسئولة أمام مجلس نواب له السلطة التامة.
· استجاب إسماعيل لمطالب الشعب -ليسترد سلطته في حكم البلاد- فوافق على اللائحة الوطنية، وعهد إلى شريف باشا بتأليف وزارة وطنية.
· أمر شريف باشا بعد تشكيل وزارته بتسوية الديون طبقًا لقرار اللائحة الوطنية، وزيادة عدد الجيش، ودعا إلى عقد مجلس النواب، وهكذا خرج الوزيران الأجنبيان من الوزارة، وخرج معهما العديد من الموظفين مما أدى إلى احتجاج لجنة التحقيق وكل من إنجلترا وفرنسا.
· أدت هذه التطورات إلى سعي إنجلترا وفرنسا لدى الباب العالي لعزل إسماعيل، فعزله السلطان العثماني من منصبه في ٢٦ يونيه ١٨٧٩، وتولى الحكم ابنه توفيق.
حروب إسماعيل
في إفريقيا
· أراد الخديوي إسماعيل أن ينشىء إمبراطورية مصرية، ولكنه وضع نصب عينه فشل تجربة جده في الاتجاه نحو الشمال أو الشرق، لذلك اتجه إلى الجنوب لتكوين إمبراطورية إفريقية. وقد حقق إسماعيل إرادته بالحرب حينًا وبدهائه السياسي حينًا آخر، فأصبحت الإمبراطورية المصرية تشمل مصر والسودان والملحقات وإقليم خط الاستواء وهرر.
· الملحقات: فتح إسماعيل فاشودة عام ١٨٦٥، وكانت سواكن ومصوع من أملاك تركيا على البحر الأحمر، فاستصدر إسماعيل فرمانًا من السلطان العثماني بإحالة سواكن ومصوع لعهدته، وجعلهما فرمان ١٨٦٦ من ملحقات مصر.
إقليم خط الاستواء ودارفور وهرر:  أرسل إسماعيل السير صموئيل بيكر -الرحالة الإنجليزي- على رأس حملة لكشف منابع النيل، وخط الاستواء، فضمت غندكرو إلى أملاك مصر عام ١٨٧١، ثم فتحت مملكة أونيورو (١٨٧٢-١٨٧٣)، وبسطت مصر
· حمايتها على مملكة أوغندا ١٨٧٤، وفتحت إقليم بحر الغزال على يد الضابط الأمريكي شايى لونج Chaille long الذي كشف بحيرة كيوجا في العام نفسه، وتمكنت الجيوش المصرية من فتح دارفور عام ١٨٧٤ وضمها إلى الأراضي المصرية، وتنازل السلطان العثماني لمصر عن زيلع وبربره عام ١٨٧٥ مقابل جزية سنوية، وفي عام ١٨٧٥ أرسل إسماعيل حملة احتلت ولاية هرر الإسلامية المستقلة.

· الحبشة: أرادت مصر أن تستولي على بعض أملاك الحبشة، لتمد السكك الحديدية بين مصوع والخرطوم، فقامت الحرب بين الأحباش والمصريين (١٨٧٥-١٨٧٦)، وفشلت الحملات المصرية على الحبشة، وانتهت بأن عقد الصلح بين البلدين.

حروب إسماعيل لمساعدة السلطان العثماني

· كان إسماعيل يهدف من مساعدته للسلطان العثماني في حروبه الحصول على مزايا وحقوق تمنح مصر الاستقلال التام عن تركيا، ولذلك لم يتردد في مساعدته، كما وجد إسماعيل أن هذه الحروب فرصة لتدريب الجيش المصري، والإفادة من أساليب القتال الحديثة.

·  إخماد ثورة العسير: استنجد السلطان العثماني عبد العزيز بإسماعيل باشا عندما ثار أمير العسير على الدولة العثمانية، وحاول الاستيلاء على تهامة اليمن، واستولى على عدة مدن، فأرسل إسماعيل لعسير جيشًا تمكن من إخماد الثورة، وقدم أمير العسير طاعته للسلطان العثماني.

· حرب كريت: كانت كريت تابعة للحكم المصري عام ١٨٣٢ إلى أن سحبت منها بموجب معاهدة لندن ١٨٤٠، وكان إسماعيل يراوده الأمل في استرجاع هذه الجزيرة.  وعندما قامت الثورة في جزيرة كريت ١٨٦٦، لم تستطع الحامية التركية الموجودة في الجزيرة مقاومة الثورة، فاستنجد السلطان عبد العزيز بإسماعيل، فأرسل إليه جيش من خمسة آلاف مقاتل، ولكن هزمهم الثوار في أبي قرون (أغسطس ١٨٦٦)، ثم استطاعت القوات المصرية والتركية معًا من هزيمتهم في معركة أبي قرون الثانية (أكتوبر ١٨٦٦)، ثم هزم الجيش المصري الثوار في موقعة “أركادي” في العام نفسه، واستمرت الحرب سجالاً بين الفريقين حتى إخماد الثورة، وغادرت القوات المصرية كريت في ٢ نوفمبر ١٨٦٧.

· حرب البلقان (١٨٧٦-١٨٧٧):  شبت الثورة في الهرسك عام ١٨٧٥، وامتدت إلى البوسنة بتحريض من روسيا،  وعضدت الصرب الثوار، فطلبت تركيا من الخديوي إسماعيل التدخل، فأرسل قوة من سبعة آلاف مقاتل في يوليه ١٨٧٦، واشتركت هذه القوات مع الجيش العثماني في قتال الصربيين، وانتصرت عليهم. وعندما تجدد النزاع بين تركيا وروسيا، وهي الحرب المعروفة باسم حرب البلقان ١٨٧٧، طلبت تركيا من الخديوي إسماعيل إرسال حملة لمساعدتها، ولكنه اعتذر بسبب الضائقة المالية التي يمر بها، ولكنه اضطر بعد موافقة مجلس شورى النواب إلى فرض ضريبة ١.%  من مجموع الضرائب لتغطية نفقات الحملة فأعد جيشًا وأرسله إلى الآستانة عام ١٨٧٧، ومنها إلى دارنة أحد ثغور البحر الأسود، واشترك رجال الجيش في القتال، إلى أن وضعت الحرب أوزارها في مارس ١٨٧٨ ثم عادوا لمصر.
من أهم الأعمال التي قام بها الخديوي إسماعيل على سبيل المثال لا الحصر:

الإصلاح الإداري

· حول الدواوين التي تركها سعيد باشا كالبحرية والخارجية والأشغال والمعارف إلى نظارات.

· أنشأ في أوائل عام ١٨٦٥ وزارة الزراعة وضمها للأشغال، وأنشأ وظيفة مفتشين كانت لهم سلطة واسعة في الأقاليم.

نظام الحكم

·  مجلس النظار: حل مجلس النظار (الوزراء) محل المجلس الخصوصي، وذلك عام ١٨٧٨، ويتولى هذا المجلس رئيس النظار ولا يرأسه الخديوي، وأصبحت المسئولية الوزارية هي قاعدة الحكم في مصر، حيث كان الخديوي يحكم مصر قبل ذلك مباشرة.

· مجلس النواب: أنشئ عام ١٨٦٦، بعد أن حرمت البلاد من هيئة نيابية تمثل الشعب منذ تعطيل مجلس الشورى الذي أسسه محمد علي عام ١٨٢٩، وقد افتتح في ٢٥ نوفمبر عام ١٨٦٦.

· التقسيمات الإدارية: قسم القطر المصري ثلاثة أقسام: الوجه البحري، ومصر الوسطى، والوجه القبلي، وقسم هذه الأقسام الثلاثة إلى أربع عشرة مديرية وتسع محافظات، وقسمت المديريات إلى مراكز يحكم كل منها مأمور، وقسمت المراكز إلى قرى عهد برئاستها إلى العمد بدلاً من المشايخ الذين صاروا مساعدين لهم.

· النظام القضائي: أعاد إسماعيل تأليف مجالس أو محاكم الأقاليم وعددها تسعة مجالس، ثم زيد عدد مجالس الأقاليم فصار لكل مديرية مجلس ابتدائي، وزيد عدد المجالس الاستئنافية، وأنشأ ديوان الحقانية عام ١٨٧١، وأنشئت مجالس أو محاكم بالقرى والأخطاط لنظر القضايا الصغيرة.

الإصلاح القضائي

· أنشئت المحاكم المختلطة عام ١٨٧٦ بعد مفاوضات مع الدول الأجنبية استمرت لمدة تسعة أعوام.

· تنظيم الإسكندرية والقاهرة على النسق الأوروبي: وجه إسماعيل عنايته للإسكندرية والقاهرة لتكونا على نسق المدن الأوروبية باعتبار الأولى ميناء مصر الأول ويقطنها جاليات أجنبية كبيرة، والثانية هي عاصمة مصر.

أولاً: الإسكندرية
· خططت شوارع جديدة كشارع إبراهيم، وشارع الجمرك وشارع المحمودية، وفتحت ستة شوارع أخرى ممتدة بين سكة باب شرقي والطريق الحربي الذي كان يحيط بالمدينة، وأنشئت أحياء جديدة أهمها حي للعمال بني على الأرض الواقعة بجوار عامود السواري.

· أنيرت أحياءها بغاز الاستصباح، واهتمت بلدياتها بتنظيم شوارعها والقيام بأعمال النظافة، كما قامت إحدى الشركات الأجنبية بتوصيل المياه العذبة من ترعة المحمودية إلى المدينة، وتوزيعها بواسطة وابور مياه الإسكندرية. وكانت الإسكندرية أول مدن القطر المصري التي أدخلت نظام المجاري، ففي عام ١٨٧٨ مدت الشبكة الأولى من شبكات المجارى (الصرف الصحي).

· عمرت جهة الرمل في عهده عمرانًا كبيرًا،  واتصلت بالمدينة بخط حديدي، واشترى الخديوي إسماعيل حدائق الخواجة باستريه (النزهة حاليًا) وأهداها للمدينة.

· بنى سراي الحقانية التي أنشئت فيها المحاكم المختلطة، وتم تبليط الحي التجاري وتبليط داخل المدينة، وإعادة بناء رصيف ترعة المحمودية، وبناء السلخانة، وبناء السوق، وبناء البورصة.

· أقام تمثالاً لمحمد علي باشا، وقد وضع على قاعدته بالإسكندرية عام ١٨٧٢.

ثانيًا: القاهـــرة

· عمل على إزالة الأتربة التي كانت تحيط بها، والتي بدأ محمد علي وإبراهيم في إزالتها، ولما عاد من باريس عام ١٨٦٧ بعد زيارة لمعرضها، أثارت التحسينات التي أدخلها في العاصمة الفرنسية “هاوسمان” انتباهه.

· وضع علي باشا مبارك مشروع تنظيم إدارة المدينة ووضع تقسيمًا إداريًا جديدًا لها بتاريخ ٨ يوليه ١٨٦٨، فقسمت المدينة إلى أربعة أقسام ووضع لائحة للتنظيم تتكون من (٣٤) بندًا. وكان هذا البرنامج هو التهيئة من أجل تخطيط القاهرة الذي سيقوم “جران بك” بوضعه عام ١٨٧٤.

· قام بتخطيط شوارع جديدة مثل: الفجالة الجديدة، وكلوت بك، ومحمد علي (بدأ شق هذا الشارع في عهد محمد علي ولكنه تم في عهد إسماعيل)، وعبد العزيز، وعابدين، وقصر النيل، وعماد الدين، وسليمان باشا.

· أنشأ أحياء بأكملها كحي الإسماعيلية، وهو أهم الأحياء، وقد سمى باسمه، وكانت جهاته من قبل أراضى خربة، فخططها، وأنشأ بها الشوارع والحارات.

· مد أنابيب المياه في أحياء المدينة لتوزيع المياه النقية في المنازل، وعنى بتعميم الكنس والرش في شوارع القاهرة، وأدخل فيها نظام الإنارة بغاز الاستصباح.

· أصدر قرارًا بإنشاء بلدية القاهرة في ٢٧ إبريل ١٨٦٩. وأنشأ طريقًا بين القاهرة والأهرام ورصفه بالحجارة (١٨٦٩)، ومهد الطريق بين القاهرة والسوبس.

· كان له الفضل في ربط مدينة حلوان بالقاهرة، والتي تمتاز بمياهها الكبريتية والمعدنية، فعنى بعمران هذه المدينة، وأنشأ بها خطًا حديديًا عام ١٨٧٢، وخطط طريقًا من النيل إلى حلوان، وأنشأ السكة الحديدية التي تصلها بالقاهرة.
· القصور: من قصور إسماعيل باشا بالقاهرة:  قصر عابدين، قصر الجزيرة، قصر حلوان، قصر الإسماعيلية، قصر الزعفران بالعباسية.
· الحدائق:  شيد حديقة الأزبكية تحت إشراف المهندس الفرنسى “بارلييه ديشان” الذي كان مسئولاً عن بساتين فرنسا، على نمط حديقة “مونسو” وحدائق “ريفولى”  بفرنسا، وافتتحت عام ١٨٧٢، كما أنشأ حدائق الأورمان، والجزيرة، والأسماك،  والحيوان،  ومنتزهات شبرا.
· الكباري:  أنشأ كوبري قصر النيل (١٨٧٢)،  والكوبري المسمى بالكوبري الإنجليزي أو كوبري البحر الأعمى (كوبري الجلاء الآن) عام ١٨٧٢.
· العمائر البحرية: من أعماله في هذا المجال تجديد أسوار قلعة صلاح الدين، وتجديد عدة أجزاء من قلعة الجبل، أهمها باب العزب والمنطقة المحيطة بها.
· العمائر الدينية: جدد ووسع جامع الحسين، وشرع في تشييد جامع الرفاعي، الذي تكفلت بنفقاته والدته الأميرة خوشيار هانم، كما أنشأ عدة جوامع أخرى.
· من أعماله الأخرى بالقاهرة:  إصلاح مخازن بولاق وتوسيعها، وافتتحها عام ١٨٦٣ لحفظ الآثار، كما أصدر أمراً بإنشاء دار الآثار العربية ١٨٦٩، ولكن المشروع لم يتحقق إلا في عهد محمد توفيق.  وأنشأ دار الرصدخانة (دار الرصد) وأنشأ مصلحتا الإحصاء والمساحة، وكان الخديوي إسماعيل أول من شرع في إقامة تماثيل العظماء في الميادين العامة، ففي القاهرة أقام تماثيل إبراهيم باشا، وسليمان باشا، ولاظوغلى.
الأشغال العامة وارتقاء التجارة والزراعة
· حفر في مصر (١١٢) ترعة طولها ٤٠٠, ٨ ميل، تضاف إلى ٠٠٠, ٤٤ ميل كانت من قبل. وأنشأ غربي النيل ترعة الإبراهيمية، وهي من أكبر ترع العالم، وبدأ في إنشائها عام ١٨٦٧ وانتهت عام ١٨٧٣، وترتب على حفر هذه الترعة زيادة مساحة الأراضي الزراعية في الوجه القبلي بنحو ٠٠٠ر٦٥٠ فدان. ومن الترع التي أنشأها أيضًا ترعة الإسماعيلية التي أحيت مساحة واسعة من الصحراء جهة السويس، وعلى الأخص تفتيش الوادي.
· أنشأ من قناطر الترع والرياحات (٢٤٦) قنطرة منها ١٥٠ في الوجه القبلي و٢٧٦ في الوجه البحري، وقام بعملية إصلاح للقناطر الخيرية، حيث كانت آيلة للسقوط، وبذلك أمكن ري ما لا يقل عن ٠٠٠, ٣٧٣, ١ فدانًا من الصحراء.
· عنى إسماعيل بتحسين طرق المواصلات فمهد ستة آلاف ميل من السكك الزراعية. ومد ١٠٨٥ ميل من خطوط السكك الحديدية في أنحاء مصر، علاوة على ٢٤٥ ميلاً أنشئ قبل ولايته للحكم، وأنشأ مجلسًا للإشراف على شئون السكك الحديدية، وفي عهده تم ازدواج الخط الحديدي من القاهرة للإسكندرية.
بلغ عدد الخطوط التلغرافية التي أنشئت في عهد إسماعيل حتى عام ١٨٧٢ (٢٥) خطًا، كما بلغ عدد مكاتب التلغراف في مصر ٨٦ مكتبًا بالوجه البحري، و٤٤ مكتبًا بالوجه القبلي، وأنشأت الشركة الإنجليزية الشرقية في عهده خطًا تلغرافيًا بحريًا من الإسكندرية
· إلى مالطة وصقلية فأوروبا، وخطاً آخر من الإسكندرية إلى السويس، ثم عدن فالهند ويتصل بخط الشرق الأقصى واستراليا.
· بنى في الفترة بين ١٨٦٣ و١٨٧٢ أربعمائة ستة وعشرون كوبري، منها ٢٧٦ في الوجه البحري، و(١٥٠) في الوجه القبلي.
· عادت في عهد إسماعيل فكرة تأسيس شركة ملاحية تجارية، فتأسست “القومبانية المصرية في سياحة السفن البخارية التجارية” وعملت في البحرين الأحمر والأبيض، وما لبث أن ذابت لتدخل في تشكيل شركة أخرى هي الشركة “العزيزية” (نسبة للسلطان عبد العزيز)، لتقوم بنقل المسافرين والبضائع إلى ثغور البحر المتوسط والبحر الأحمر، حيث خصص لها الخديوي سبع بواخر كانت موجودة من قبل، ولتعزيز أسطولها البحري أوصى الخديوي بإنشاء بواخر جديدة في إنجلترا. وقد اشترى الخديوي جميع أسهم الشركة العزيزية، وحولها إلى إدارة من إدارات الحكومة عرفت بمصلحة “وابورات البوستة الخديوية”، وقام الخديوي بتنظيم شركة الملاحة النيلية، وكان عدد سفنها التجارية ثمانية وخمسين سفينة، منها ثمان وعشرون لخدمة الخديوي الخاصة.
· نظرًا لزيادة حركة السفن التجارية وسفن نقل الركاب اهتم الخديوي إسماعيل بالموانئ والمنارات، فقد أنشأ بالإسكندرية حوض عائم من الحديد لإصلاح السفن، وأنشأ حاجز الأمواج، ورصيفًا للشحن والتفريغ، وأرصفة أخرى ممتدة داخل الميناء. وقد عهدت لشركة إنجليزية تدعى (جرنفلد) القيام بهذه الأعمال عام ١٨٧١، ولم يتم ذلك إلا عام ١٨٧٩. كما قامت شركة فرنسية بإنشاء حوض لإصلاح السفن في السويس، في مكان يبعد ميلين عن جنوب المدينة، وقد افتتح رسميًا في عام ١٨٦٦.
· ورغبة في إرشاد السفن وتسهيل الملاحة أنشأت الحكومة في عهد إسماعيل (١٥) منارة على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر، والمحيط الهندي.
الصناعة
· قام إسماعيل بزراعة مئات الأفدنة قصبًا، وكان يملك جميع مصانع السكر في الوجه القبلي والمطاعنة وغيرها، وبلغ عدد مصانع السكر التي أنشئت حتى نهاية عصر إسماعيل (٦٤)  مصنعًا، كان العمل يستمر فيها ليلاً ونهارًا لتعويض خسارة الخديوي في صادرات القطن بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية ١٨٦٥.
· أنشأ مصنعًا حديثًا للأقمشة في الدائرة السنية الخاصة به، وستين مصنعًا لنسج القطن والتيل، وعشرين لنسج الصوف، وأحد عشر لعمل الأبسطة، ومائة وسبعة للحياكة ونسج البفتة، وأنشأ مزرعة كبيرة للتوت تبلغ مساحتها نحو ألف فدان، وأنشئت مصانع للحرير بجهة القبة.
· أوجد إسماعيل مصانع لصب المدافع والبنادق والذخيرة، ومصنع للدباغة بالإسكندرية، بالإضافة إلى عشرين مدبغة بالقاهرة لدبغ الجلود، ومصانع زجاج، وصابون، واستخراج العطور والشمع بالقاهرة.
· أنشأ إسماعيل مصنعًا للورق عام ١٨٧٠، ووسع نطاق المطبعة الأميرية التي صارت تطبع كافة ما تحتاج إليه الحكومة.
البريــد
· اشترى الخديوي إسماعيل مكاتب البريد الإيطالية التي يديرها المسيو “موتسي” عام ١٨٦٥، وجعلها مصلحة مصرية، فنظمت إدارة البريد وأنشئت لها مكاتب في الإسكندرية والقاهرة والأقاليم وبلغ عددها في عهد إسماعيل (٢١٠) مكتب، واستخدمت طوابع البريد لأول مرة بدلاً من النقود.
التعليم
· أنشأ عددًا من المدارس الابتدائية منها: مدرسة الناصرية بالقاهرة ١٨٦٣، ورأس التين الابتدائية بالإسكندرية في العام نفسه، ومدرسة بنها ١٨٦٨، ومدرسة بني سويف ١٨٧٢ وغير ذلك. كما أنشأ عددًا من المدارس الثانوية منها: مدرسة رأس التين بالإسكندرية عام ١٨٦٣، والمدرسة التجهيزية بالعباسية التي تأسست في العام نفسه.
· أعاد تنظيم مدرسة الطب والهندسة، وأنشأ إسماعيل عددًا من المدارس العالية منها: مدرسة الفنون والصناعات ١٨٦٨، ومدرسة الألسن والإدارة، وقد حلت محلها مدرسة الحقوق والإدارة ١٨٧٥، ومدرسة المحاسبة والمساحة، ومدرسة اللغات القديمة ١٨٦٩، ودار العلوم ١٨٧٢، وجدد إسماعيل إرسال البعثات العلمية للخارج، فقد بلغ عددهم ١٧٤ طالبًا مدة حكمه.
· كثرت عدد المدارس الأوروبية التي افتتحتها البعثات الدينية للبنين والبنات، فبلغ عددها في عهد إسماعيل ٧٠ مدرسة، ولم تنتشر في أي عهد بمثل ما كثرت في عهده.
· تأسست أول مدرسة للبنات (السيوفية) عام ١٨٧٣، وأسستها الزوجة الثالثة لإسماعيل، وأمر إسماعيل بتأسيس مدرسة أخرى للبنات.
الثقافـة
· من أهم مظاهر الحياة العلمية والأدبية في عصر إسماعيل تأسيس الصحف العلمية والأدبية ثم السياسية.
أولاً: الصحافة
· استمرت الوقائع المصرية تصدر في عهد إسماعيل (٢٥ نوفمبر ١٨٦٥) بعد تعطيل استمر عامين، ثم أصدرت الحكومة صحيفتين أخرتين هما:  مجلة يعسوب الطب ١٨٦٥، والجريدة العسكرية المصرية في العام نفسه، ثم مجلة روضة المدارس ١٨٧٠، فجريدة أركان حرب الجيش المصري عام ١٨٧٤.
· من الصحف السياسية التي صدرت: صحيفة وادي النيل لعبد الله أبو السعود (١٨٦٦)، وجريدة الأهرام لسليم وبشارة تقلا (١٨٧٥)، وغير ذلك.
كان عدد الصحف التي تصدر بمصر عام ١٨٧٨ سبع وعشرون صحيفة يومية أو نصف أسبوعية منهم: ٧ باللغة العربية، وواحدة باللغة العربية والتركية، وأخرى باللغة العربية
· والفرنسية، وواحدة باللغة العربية والفرنسية والإيطالية، و٩ باللغة الفرنسية، و٣ باللغة اليونانية، و٥ باللغة الإيطالية.
ثانيًا: الجمعيات العلمية
كانت هي الأخرى تهدف إلى نشر الثقافة، وتدعو لروح البحث والابتكار وهي:
· المجمع العلمي: أنشأه نابليون بونابرت (١٧٩٨)، وألغى عقب جلاء الفرنسيين، وأعيد بناؤه في عهد سعيد بالإسكندرية، ثم نقل للقاهرة واستمر قائمًا في عهد إسماعيل ومازال قائمًا لليوم. 
· جمعية المعارف (١٨٦٨): تهدف إلى نشر الثقافة عن طريق طبع أمهات الكتب، وأسسها محمد عارف باشا.
· الجمعية الجغرافية: أسسها الخديوي إسماعيل عام ١٨٧٥، للعناية بالأبحاث الجغرافية، ولاسيما فيما يتعلق بالدراسات الأفريقية.
· الجمعية الخيرية الإسلامية: تأسست بالإسكندرية عام ١٨٧٨ على يد عبد الله النديم وسعد الله حلابة من أعيان الإسكندرية، وكانت تهدف للتصدي للتدخل الأجنبي في شئون البلاد، وقامت بفتح مدرسة لتعليم البنين والبنات، وإعانة الفقراء  وهي غير الجمعية التي أنشئت بالقاهرة والإسكندرية ودمياط بعد ذلك.
التمثيل والغناء
· أنشئ أول مسرح بالقاهرة وهو مسرح “الكوميدي” بالأزبكية، وافتتح عام ١٨٦٨، وبنى الخديوي إسماعيل دار الأوبرا عام ١٨٦٩ بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس.
· أنشئ في الإسكندرية مسرح “زيزينيا”، ومسرح آخر اسمه “ألفيرى” بشارع انسطاسي. وقد وفد إلى مصر عام ١٨٧٦ جماعة من الأدباء والممثلين السوريين، منهم يوسف خياط، فمثلوا على مسرح زيزينيا بعض الروايات، ثم انتقل يوسف خياط بفرقته للقاهرة ١٨٧٨.
· برز من المغنيين عبده الحامولي الذي أدخل روح العصر والتجديد على التواشيح القديمة، واشتهر لدى الخديوي إسماعيل. كما اشتهرت في عصره بعض السيدات في الغناء مثل “ألمظ” المغنية المشهورة.
الجيش والبحرية
· بذل إسماعيل جهودًا كبيرة في تنظيم الجيش، وأرسل إلى فرنسا بعثة حربية للإطلاع على أحدث طرق التسليح لتطبيقها في مصر، وأحضر بعض الضباط الفرنسيين لتنظيم المدارس الحربية المصرية. وأسس تسع مدارس حربية منها: مدرسة البيادة (المشاة) عام ١٨٦٤، ومدرسة السوارى (الفرسان) عام ١٨٦٥، ومدرسة الطوبجية (المدفعية) والهندسة البحرية ١٨٦٥.
أسس هيئة أركان حرب الجيش المصري، ورأسها الكولونيل استون الأمريكى. وأشرف الخديوي على تسليح الجيش المصري بالبنادق الحديثة المستوردة من فرنسا، ورمم
· حصون الإسكندرية، وجدد أسلحتها ومدافعها. وعهد بتحصين سواحل البحر المتوسط للمهندس المصري محمود فهمي، فأنشأ سبعة عشر حصنًا بين أبي قير والبرلس، واستورد المدافع الضخمة من طراز ارمسترنج ووضعت في طوابي الثغور وخاصة الإسكندرية.
· أعاد الخديوي إسماعيل النشاط في ترسانة الإسكندرية، وأنشأ بها بعض السفن الحربية، وأوصى الخديوي بتشييد عدة سفن حربية في ترسانات أوروبا، ولكن تركيا وقفت له بالمرصاد تمسكًا بنصوص الفرمانات الصادرة التي لا تبيح لمصر إنشاء السفن الحربية المدرعة.
· جدد المدرسة البحرية بالإسكندرية، وأنشأ مدرسة بحرية أخرى بجوار الترسانة.
الأعمال الأخرى
· تولى إسماعيل حكم مصر والعمل جار بقناة السويس، فمضى فيه، حتى افتتحت للملاحة عام ١٨٦٩.
· أنشأ دار الكتب في ٢٦ من سبتمبر ١٨٧٠.
· عقد معاهدة مع بريطانيا عام ١٨٧٧، لمنع الاتجار بالرقيق وإبطال الرق.
· يرجع إليه الفضل في استعمال التاريخ الهجري، واستعمال الطريقة العشرية في المكاييل والموازين والمقاييس.
· من أهم أعمال إسماعيل في السودان المصري:  تخطيط السكة الحديدية التي تصل السودان بمصر، وأنشأ بعض المدارس بالسودان، وكذلك مكاتب البريد، وعدد من المكاتب التلغرافية. وعمل الحكم المصري على توسيع مناطق زرع القطن،  وأنشأ مصنعين لحلج القطن في كسلا والخرطوم.
· أدركته المنية في ٢ من مارس ١٨٩٥.
من أرشيف مكتبة الإسكندرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق